hafid derradji

رونالدو يحفز ميسي !!

 تتويج رونالدو مع البرتغال بلقب دوري الأمم الأوربية في نسخته الأولى، أعاد إلى الواجهة نقاشا يبدو أنه لن يتوقف حول من هو الأفضل في العالم حاليا بين ميسي ورونالدو حتى اعتزالهما، بل الأمر أشعل منصات التواصل الاجتماعي بشأن من يستحق التتويج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لهذه السنة التي لم تنته بعد ولم يخفق فيها ميسي مع منتخب بلاده في كوبا أمريكا ولا محمد صلاح وساديو ماني في نهائيات كأس أمم افريقيا، لكن التتويج بعث النقاش وفتح باب التكهنات قبل الأوان بين ثنائي خطف الأضواء طيلة أكثر من عقد من الزمان ولا يزال بسبب شعبيتهما ونجوميتهما وتألقهما مع البارسا ثم الريال واليوفي أكثر منه مع البرتغال والأرجنتين في المنافسات القارية والدولية.


صحيح أن ما يحصل هو نقاش وكلام مواقع ومنصات تواصل اجتماعي، هو كلام عشاق ومعجبين أكثر مما هو كلام فنيين، وسابق لأوانه الحديث عن أفضل لاعب عند منتصف السنة، لكن ذلك لم يمنع المهتمين من التكهن وحساب الأهداف والألقاب التي نالها كل واحد، حتى أن البعض يغلب كفة الدون بعد تتويجه بلقب دوري الأمم الأوروبية وهو اللقب الثاني له مع البرتغال والثالث هذه السنة بعد الدوري الإيطالي والكأس السوبر في وقت اكتفى ميسي بلقب الدوري الاسباني ولم يسبق له التتويج بأي لقب مع منتخب بلاده لحد الآن، ما جعل كفة التتويج بلقب أفضل لاعب للسنة تميل إلى رونالدو على حساب ميسي وفان دايك وصلاح وساديو ماني ليثبت الرقم سبعة بأنه صاحب سبعة أرواح حتى بعدما غادر الريال وعمره تجاوز الثالثة والثلاثين، في وقت كان يعتقد البعض بأن البرتغالي سينتهي.


رونالدو اللاعب الوحيد المتوج بلقب الدوري المحلي في الدوريات الكبرى لإنكلترا واسبانيا وإيطاليا، صاحب 12 لقبا و146 رقما قياسيا و689 هدفا في مسيرته الكروية، برهن مجددا عن شخصيته القوية ووزنه الكبير في الأندية التي لعب لها، إضافة إلى مهاراته التي سمحت له بأن يكون آلة لتسجيل الأهداف وقلب موازين المباريات وبعث الروح في زملائه مثلما فعل في دوري الأمم الأوروبية بتسجيله «هاتريك» أمام سويسرا وقيادة منتخب بلاده للفوز على هولندا في النهائي معبرا عن برتغاليته وروحه العالية مع منتخب بلاده الذي يصنع معه الفارق دوما.


أما ميسي الذي لم يتعد 100 رقم قياسي و668 هدفا في مشواره مع نفس الفريق، فلم يتمكن من التخلص من عقدة الإخفاق في الحصول على لقب قاري أو عالمي مع منتخب بلاده على مدى خمسة عشر عاما مضت رغم سهولة التتويج بلقب كوبا أمريكا مقارنة بكأس أوروبا للأمم، ورغم توفر الأرجنتين على أجيال متميزة من اللاعبين خلال العقد الأخير من الزمن وبلوغه نهائي كأس العالم 2014 في البرازيل. موهبة ميسي لوحدها لم تصنع الفارق مع منتخب بلاده لأنه يفتقد للقدرة على التأثير التي يتمتع بها رونالدو مع البرتغال، ويفتقد حتى للروح التي يتحلى بها رونالدو مع المنتخب كما مع الأندية التي لعب لها، كما أنه لم يقدر على فرض شخصيته على رفقائه في المنتخب رغم وزنه الكبير الذي يصل إلى درجة استشارته في تعيين المدربين واستدعاء اللاعبين للمنتخب وحتى اختيار التشكيلات الأساسية التي تخوض المباريات.


البعض يعتقد أن ميسي هو ظاهرة تملك موهبة نادرة وفقط، لكن رونالدو بدوره ظاهرة يملك الشخصية القيادية القوية، البعض الآخر يعتقد بأن ميسي لم يوفق مع منتخب بلاده لأنه لا يملك نفس شعور الإنتماء للأرجنتين الذي يشعر به رونالدو مع البرتغال لأنه كتالاني، ولم يسبق له اللعب في الأرجنتين ولا يتذكر حتى أنه عاش فيها، لذلك لا يتحلى بنفس الروح التي تسكن رونالدو، حتى أنه في البارسا يستند إلى موهبته ومهاراته والظروف الجيدة التي يلعب فيها، ولو غادر هذا المحيط الذي تعود عليه وانتقل الى فريق آخر قد لا يبدع  بنفس الشكل مثلما حدث مع رونالدو الذي تألق وتأقلم بسرعة في دوريات كبرى وراح يرفع تحديا آخر في سن الرابعة والثلاثين في الدوري الايطالي أحد أصعب الدوريات الأوروبية.


رغم الأفضلية المؤقتة لرونالدو، لكن من السابق لأوانه التكهن بمن سيفوز بلقب أفضل لاعب لأن ميسي قد يتوج في كوبا أمريكا مع الأرجنتين والكأس السوبر الاسباني مع البارسا ويعادل الكفة، كما يمكن لفان دايك ومحمد صلاح وساديو ماني التتويج بالكأس السوبر الأوروبي والسوبر الإنكليزي وكأس افريقيا للأمم التي تنطلق الأسبوع المقبل، فأصبح منافستهم على الكرة الذهبية واردة، والتي سيكون الصراع من أجل التتويج بها هذه المرة صعبا، ليس لكثرة النجوم ولكن لتقارب مستوياتهم ومردودهم وعدد تتويجاتهم فوق الميدان وليس على منصات التواصل الاجتماعي بين العشاق والمعجبين والمناصرين.


بريق الكرة الذهبية كان محصورا سابقا بين ميسي ورونالدو، وكان المتوج بها معروفا مع نهاية دوري الأبطال، لكن هذا الموسم مع بروز اسماء جديدة من قارة خارج أوروبا وتداخل الكثير من البطولات القارية يجعل نيل الكرة الذهبية ضبابيا أو على الأقل مؤجلا إلى نهايتها، ففي حال توج صلاح أو ماني بكأس افريقيا وميسي بكوبا أمريكا قد تتضارب الترشيحات ولن يظهر المحظوظ بالكرة الذهبية إلا راكبا فوق التفاصيل.

حفيظ دراجي

القدس العربي 13 يونيو 2019

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل