لمن يسألني لماذا لم تلتحق بالمسيرات في الجزائر ، وجب عليه أن يعلم بأن حفيظ لم يغادر وطنه حتى يلتحق به، ولم ينتظر الثاني والعشرين فبراير لكي يعبر عن رفضه لمنظومة الفساد ورفضه للرابعة والخامسة..
أنا وآسرتي الصغيرة وأفراد عائلتي الكبيرة دفعنا ثمن مواقفنا غاليا حتى في أرزاقنا على مدى سنوات، ومستعدون للتضحية أكثر لو تطلب الأمر ذلك لكنني لا أريد أن أكون سببا في مزيد من الاحتقان ودافعا لتهور العصابة قد يؤدي إلى تعرض أبناء بلدي لأي مكروه..
لست بحاجة إلى تبرير غيابي الجسدي، رغم أنه لم يسبق وآن أعلنت مشاركتي في المسيرات، كما أنني لست بحاجة إلى دروس في الوطنية من أي كان لكن كثرة التساؤلات تفرض علي اليوم الخروج عن صمتي لتوضيح حجم المضايقات التي عشتها على مدى سنوات خاصة في الفترة الأخيرة من عصابة جندت افرادها لمضايقتي، ومخابراتها لمراقبة تحركاتي واتصالاتي والتضييق علي وعلى أهلي وأصدقائي لدرجة لا يمكن تصورها..
الجزائريون في الداخل والخارج ليسوا مطالبين كلهم بالمشاركة في المسيرات لإثبات دعمهم لهاته الهبة الوطنية التي آريد لها أن تكون وطنية وشعبية وليس شخصية وفردية يتزعمها أو يختطفها اي كان.
حفيظ دراجي يقوم بواجبه وأكثر، لم ولن يقصر تجاه وطنه وشعبه مثل الكثير من جنود هذا الشعب الذي قرر تقرير مصيره بنفسه دون وصاية ودون هوادة، وقررنا آن نكون في صف الشعب دون تردد رغم التهديدات والإغراءات..
لم ولن ارضخ لأن ما أفعله منذ سنوات نابع من قناعاتي التي لا تختلف عن قناعات ملايين الجزائريين في الداخل والخارج..
تحيا الجزائر
حفيظ دراجي 6 مارس 2019