انقلاب العصابة على الرئيس هذه الاثناء ذكرني بمقال كتبته سنة 2015 في موقع كل شيئ عن الجزائر تحت عنوان
“ستنقلبون على الرئيس وسندافع عنه آونصمت”
وهذا مقتطف منه:
(الجماعة التي اختطفت الدولة وتقوم اليوم باحتجاز الرئيس ورهن مستقبل الوطن لن تتردد في الانقلاب على بوتفليقة قريبا بطريقة أو بأخرى، المنتفعون والانتهازيون والرديئون الذين صنعهم بوتفليقة وبوؤهم مسؤوليات، وكل الذين استفادوا من الريع وتواطؤوا ضد مصالح الشعب، وأصروا على استمراره رئيسا رغم حالته الصحية سينقلبون عليه وينتقدونه ويتنكرون لأفضاله، وسيقولون عنه إنه كان دكتاتوريا ونرجسيا، وناكرا لجميل الرجال، ويقولون إن فترة حكمه شهدت أكبر فضائح الفساد والنهب، وفي عهده ازداد الأغنياء غنى والفقراء فقرا رغم انتهاجه سياسة توزيع الريع وشراء ذمم الجزائريين.
سيقولون عنه إنه دمر الدولة وكسر المؤسسات واختزل الجزائر في شخصه دون غيره، وفوض أمر تسيير البلد لشقيقه ويقولون إنه ارتكز طيلة فترة حكمه على منظومة فاسدة وفاشلة في كل القطاعات، أنفقت أموال كبيرة، وأفسدت قطاعات أخرى كثيرة.
عندما ينقلب هؤلاء على بوتفليقة، وقتها فقط سندافع عنه ونذكره بخير أو نصمت، لا لأننا نغير مواقفنا أو لأن بوتفليقة كان أحسن رئيس في تاريخ الجزائر، وإنما انتماؤنا إلى جيل تربى على المبادئ والأخلاق، وعلى احترام رجال الوطن ومؤسسات الدولة، يجعلنا نقول كلمة الحق في حينها بكل شجاعة وصراحة، دون المساس بكرامة الرجال وسمعة الوطن مثلما يفعلون.
سنقول عنه إنه ذهب ضحية نفاقكم وجبنكم لأن لا أحد منكم تجرأ وانتقده أو عارضه في قراراته الخاطئة وسياساته الفاشلة وقتها، سنقول عنكم بأنكم أنتم من نفخ فيه وجعلتموه رجلا فوق العادة وفوق الظنون، وأنتم من اختزل الجزائر في شخصه عندما نسبتم إليه كل الإنجازات التي تحققت دون غيره من أبناء الشعب.
سنقول عنكم إنكم لم تكونوا يوما من الأوفياء للرجل، بل كنتم أوفياء لمصالحكم، وكنتم من المفسدين والمنتفعين الذين استفادوا من منظومة رديئة وفاسدة كنتم دعائمها منذ بداية الألفية، وأن انقلابكم عليه وذكركم مساوئه وقتها لا يخدم مصلحة الجزائر في شيء.
طبعا هذا الكلام لن نوجهه لأصحاب النيات الصادقة من المخلصين من أبناء هذا الشعب الذين أخلصوا للرئيس من أجل خدمة الوطن عن قناعة واقتناع، ولن نوجهه لكل من كان يعتقد بأن بوتفليقة هو رجل المرحلة، بل نوجهه لمن سينقلبون على بوتفليقة خوفا وطمعا).
موقع “كل شيئ عن الجزائر” ديسمبر 2015
للأمانة قلت نفس الكلام للسعيد بوتفليقة عندما اتصل بي هاتفيا شهر أكتوبر الماضي قلت له : “سأستمر في انتقادك و في معارضة الرئيس اذا ترشح لعهدة خامسة، لكنني سأدافع عنه عندما سينقلبون عليه إيمانا مني بأن الرجال لا يطلقون الرصاص على سيارة الإسعاف “
حفيظ دراجي
20 مارس 2019