بعد انطلاقة السيتي وليفربول وتوتنهام وتشلسي بقوة في الجولة الأولى من الدوري الإنكليزي الممتاز وانطلاقة البياسجي وموناكو ومارسيليا المتميزة ايضا في الدوري الفرنسي، تتوجه الأنظار هذا الأسبوع الى إسبانيا وإيطاليا حيث ستعطى إشارة انطلاقة الليغا والكالتشيو لتكتمل المتعة في الدوريات الأوروبية الكبرى تحسبا لموسم لن يكون ككل المواسم بعد التغييرات التي شهدتها أكبر الأندية على مستوى تشكيلاتها وطواقمها الفنية بحثا عن التجديد الذي يمنح النفس الجديدة.
الدوري الاسباني شهد هذا الصيف رحيل رونالدو نجم الريال الى يوفنتوس في صفقة لم تكن متوقعة، ولم يقدر الريال على تعويضه تسويقيا وفنيا وجماهيريا لأن الأمر يتعلق بنجم كبير سيفتقده الريال والليغا الاسبانية ويصعب على المدرب لوبيتيغي صناعة فريق تنافسي من دون قائد معنوي كان بمثابة القلب النابض والعقل والقائد الذي كان يرتكز عليه النادي ويبني عليه طريقة لعبه وكان معشوق الجماهير. الريال لا يزال الى الان يسعى لإقناع يوفنتوس لبيع ميرالام بيانيش لتدعيم وسطه، الريال ستكون مهمته صعبة في الحفاظ على لقبه الأوروبي للمرة الرابعة على التوالي، وتصعب عليه منافسة غريمه البارسا بقيادة ميسي الذي سيكون نجم الليغا من دون منازع بعد رحيل رونالدو ورحيل انييستا الى اليابان وكذا عودة باولينيو للدوري الصيني وتعويضه بالتشيلي أرتورو فيدال من البايرن وانتداب الفرنسي مالكوم من بوردو.
البارسا المتوج بالكأس السوبر في طنجة أمام اشبيلية سيكون مرشحا فوق العادة للحفاظ عل تاجه، وسيكون مدعوا للعودة الى الواجهة الأوروبية بقوة من بوابة التتويج بدوري أبطال أوروبا الذي سيكون هدفا أساسيا لادارة النادي. جماهير البارسا غير راضية ولا مقتنعة بانتدابات هذا الموسم وهي المتعودة على النجوم الكبيرة، وجماهير الريال بدورها لا تزال مصدومة من مغادرة رونالدو بدون قدرة الإدارة على تعويضه، ما فسح المجال أمام الغريم أتلتيكو مدريد الذي أنفق 130 مليون يورو خلال الميركاتو، بينها 85 مليونا من أجل المهاجمين ليمار من موناكو وكالينيتش من الميلان، سعيا لمزاحمة البارسا والريال على الدوري الاسباني والذهاب إلى أبعد ما يكون في دوري الأبطال.
الكثير من المتابعين يتوقع أن ينحصر الصراع على بطولة الليغا بين الثلاثي المعتاد، لكن الأكيد أن الكل في اسبانيا يجمع على أن الدوري سيفتقد هذا الموسم للمدرب زيدان والأسطورة رونالدو والرسام انييستا، لكن المتعة ستكون حاضرة بأجيال جديدة تريد صناعة التاريخ وخطف الأضواء من ميسي وغاريث بيل وغريزمان الثلاثي الذي سيواصل تألقه.
الكثير من المتابعين يتوقع أن ينحصر الصراع على بطولة الليغا بين الثلاثي المعتاد، لكن الأكيد أن الكل في اسبانيا يجمع على أن الدوري سيفتقد هذا الموسم للمدرب زيدان والأسطورة رونالدو والرسام انييستا، لكن المتعة ستكون حاضرة بأجيال جديدة تريد صناعة التاريخ وخطف الأضواء من ميسي وغاريث بيل وغريزمان الثلاثي الذي سيواصل تألقه.
في إيطاليا وبعيدا عن صفقة رونالدو التي صنعت الحدث فإن أغلب صفقات الأندية الإيطالية الكبيرة كانت داخلية في ما بينها، على غرار انتقال هيغواين من يوفنتوس الى الميلان، وكانسيلو من الانتر إلى اليوفي، وعودة بونوتشي إلى يوفنتوس من ميلان، وانتقال نايغولان من روما الى الانتر. الكالتشيو خسر أفضل حارس في الدوري الموسم الماضي البرازيلي أليسون بيكر الذي انتقل من روما إلى ليفربول وخسر وسط ميدان نابولي جورجينيو الذي انتقل الى تشلسي، بالإضافة الى نجم لاتسيو فيليبي أندرسون الذي التحق بوستهام الإنكليزي. أما الحدث الأكبر في إيطاليا فكان مغادرة الأسطورة جيجي بوفون لناديه يوفنتوس في اتجاه باريس، ومع ذلك سيبقى اليوفي المرشح الأكبر للحفاظ على تاجه للمرة الثامنة على التوالي ولو أن جماهيره باتت تطالب بدوري الأبطال بعدما بسطت سيطرتها على الكالتشيو وهو نفس الحال الذي صارت عليه جماهير البايرن في ألمانيا والبياسجي في فرنسا والذين لم يعد يكفيهم التتويج بلقبي الدوري والكأس، ولم يعد يرضيهم سيطرة الريال أوروبيا ثلاث مرات على التوالي.
الملفت في ميركاتو هذا الموسم هو الركود الذي شهده نادي نابولي الذي افتقد مدربه ماوريسيو ساري ولم يقدر على تعويض جورجينيو، وسيكون من الصعب عليه احتلال المراكز الأربعة الأولى، وهو الحال الذي قد ينطبق على روما الذي ضيع الحارس أليسون بيكر واكتفى بضم باستوري من باريس وبعض اللاعبين العاديين الذين لن يكون بمقدورهم منافسة اليوفي ولا حتى الانتر الذي كان نشطا خلال الميركاتو الصيفي باستقدامه لكل من نايغولان وغاليارديني وبالدي كيتا المعار من موناكو، إضافة الى استعادته للبرتغالي جواو ماريو الذي كان معارا لوستهام ما سيجعل منه منافسا عنيدا لليوفي على لقب الدوري .
العملاق النائم ميلان لا يزال في سباته ويحتاج الى الوقت والمال للاستفاقة، خاصة بعد فشله في استقدام أنطونيو كونتي لخلافة غاتوزو وانتداب هيغواين الذي تخلص منه اليوفي بعدما صار عبئا عليه الموسم الماضي، لكن انضمام باولو مالديني وليوناردو للطاقم الفني والإداري المسير، قد يكون له دفع معنوي كبيرا لاستعادة المجد الضائع الذي يمر عبر احتلال المراكز الأولى المؤهلة لدوري الابطال في مواجهة نابولي وروما ولاتسيو والغريم الانتر، وكذا البطل يوفنتوس الذي ستكون مهمته صعبة في الحفاظ على تاجه على غرار البارسا في اسبانيا والسيتي في إنكلترا. والأسئلة البارزة الواجب طرحها: ماذا سيفعل رونالدو في جنة الكرة؟ وكيف سيكون ميسي من دون غريم؟ وهل سيكسر السيتي مقولة أن المتوج لا يحتفظ باللقب؟ وفي الانتظار ايضا كيف سيكون حال البياسجي اوروبيا؟ الاجابة لا تستدعي الاستعجال مثل الكرة.
حفيظ دراجي
نشر في القدس العربي بتاريخ 16 أغسطس 2018