ستعود هذا الجمعة الروح والمتعة والاثارة إلى ملاعب الكرة الإنكليزية بإعطاء ضربة الانطلاقة لمباريات الدوري الإنكليزي الممتاز بمواجهة افتتاحية بين مانشستر يونايتد وليستر سيتي في انتظار قمة الجولة يوم السبت بين أرسنال وحامل اللقب مانشستر سيتي الفائز بداية الاسبوع بلقب الدرع الخيرية أمام تشلسي بهدفين لصفر، والمطالب بتجنب تكرار ما حدث لليستر عندما توج باللقب سنة 2016 وكاد يسقط في الموسم الموالي، وتجنب تكرار ما حدث لتشلسي عندما توج سنة 2017 لينهي الموسم الموالي خارج مربع الكبار ويغيب عن دوري الأبطال هذا الموسم.
بعد الوجه الطيب الذي ظهر به المنتخب الإنجليزي في مونديال روسيا يتوقع المراقبون موسما استثنائيا شديد التنافس عكس الموسم الماضي الذي شهد سيطرة مطلقة لمانشستر سيتي والذي سيجد منافسة شديدة هذا العام من طرف الجار يونايتد الباحث عن أول تتويج بلقب البريميرليغ منذ 2013، ومن طرف ليفربول الذي لم يتذوق طعم اللقب منذ 28 عاما، دون أن ننسى آرسنال مع أوناي ايمري وتشلسي بقيادة الإيطالي ماوريسيو ساري، وكذا مدرب توتنهام ماوريسيو بوتشيتينو الذي يريد تدشين ملعبه الجديد بتتويج تاريخي بلقب الدوري غاب عنه منذ سنة 57 عاما.
انتدابات المدربين خطفت الأضواء عشية انطلاقة الدوري الإنكليزي الممتاز لهذا الموسم حيث سيكون أول موسم من دون فينغر في آرسنال منذ اثنين وعشرين عاما بعدما تقرر تعويضه بالإسباني أوناي ايمري، وسيكون دوري من دون أنطونيو كونتي الذي عوضه في تشلسي مواطنه ماوريسيو ساري قادما من نابولي إضافة الى التحاق الشيلي مانويل بيليغريني بنادي وست هام يونايتد في صفقات مثيرة للانتباه أكثر من صفقات اللاعبين على غير العادة، تحويلات حراس المرمى صنعت الحدث بدورها فكانت أغلى الصفقات لهذا المركاتو.
حامل لقب الدوري مانشستر سيتي اكتفى بضم الجزائري رياض محرز مفضلا الحفاظ على توازنه وانسجام خطوطه رغم حاجته الى وسط ميدان أخر بعدما فشل في ضم نجم نابولي جورجينيو الذي فضل الالتحاق بنادي تشلسي في أكبر صفقة للرئيس ابراموفيش الذي أشعل سوق الانتقالات في اليومين الأخيرين بعدما أبدى استعداده لدفع 80 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي لانتداب حارس اتليتيك بلباو الاسباني كيبا اريزابالاغا لخلافة البلجيكي تيبو كورتوا الذي أصر على الرحيل الى الريال في ثالث صفقة كبرى بعد أليسون بيكر من روما الى ليفربول.
تشلسي يريد الاستفادة من مهارات ساري في تقديم كرة جميلة وتحقيق نتائج طيبة من دون أن يدفع الملايين لاستقدام اللاعبين بعدما اكتفى باستعادة شبانه الذين كانوا معارين الى نواد أخرى، وهو الأمر نفسه الذي فعله توتنهام هذا الموسم باستعادة لاعبيه المعارين دون أن ينفق دولارا واحدا من أجل استقدام لاعبين جدد.
ليفربول كان صاحب أفضل وأكبر انتدابات بداية الموسم باستقدامه لوسط ميدان موناكو فابينهو والغيني نابي كايتا لاعب لايبزيغ الألماني الذي كان قريبا من الانضمام للبايرن، إضافة الى ضم النجم السويسري شيردان شاكيري قادما من ستوك سيتي
الريدز أنفق أكثر من 187 مليون يورو في المركاتو وحل مشكلة حراسة المرمى بانتداب أحد أفضل خمس حراس في العالم البرازيلي اليسون بيكر قادما من روما لكنه لم يتمكن من تعويض نجمه تشامبرلين الذي سيغيب هذا الموسم بسبب اصابته اللعينة في نهائي دوري الأبطال، نهائي سيكون هدفا آخر لليفربول إضافة الى التتويج بلقب الدوري.
مانشستر يونايتد لم يكن نشطا في سوق الانتقالات هذا الموسم لأن مورينيو فضل ورقة الاستقرار لحد الأن مع انتداب البرازيلي فريد قادما من شاختار الروسي في انتظار مفاجأة الأيام الأخيرة للمركاتو من خلال انتداب مدافع جديد ومهاجم رواق. أما آرسنال الذي سيخوض أول موسم له من دون فينغر منذ أكثر من عقدين من الزمن وبقيادة الاسباني أوناي ايمري فانه سيكون لغز دوري هذا العام من خلال استعادته للكثير من اللاعبين الذين كانوا معارين وانتدابه للأرغواياني لوكاس توريرا واليوناني سوكراتيس والسويسري ليشتاينر بمبالغ مالية لم تتعدى الأربعين مليون يورون الا اذا أنهى صفقة اعارة ديمبلي من برشلونة في الساعات الأخيرة قلب غلق سوق الانتقالات. الفريق اللندني سيكون على موعد مع ثلاث مباريات صعبة في بداية الدوري بحيث سيواجه حامل اللقب في الجولة الأولى ثم الجاران تشلسي ووست هام في بداية معقدة لخليفة آرسن فينغر وجماهيره التي تأمل طرد النحس الذي يلاحقها منذ سنين.
الحصان الأسود في الدوري الإنكليزي لهذا الموسم قد يكون وست هام بقيادة مدربه الشيلي مانويل بليغريني الذي دفع مسيري النادي الى إنفاق 79 مليون يورو من اجل استقدام البرازيلي فيليبي اندرسون من لازيو، الفرنسي عيسى ديوب من تولوز و الحارس البولندي لوكاس فابيانسكي
أما بقية النوادي الإنكليزية فقد فضلت الاستقرار تماشيا مع شح الأموال حتى انها صوتت كلها لفكرة ضرورة انهاء فترة المركاتو الصيفي عشية بداية الموسم وليس مع نهاية شهر أغسطس/آب حفاظا على تركيز اللاعبين وعدم تشتيت أذهانهم بصفقات الانتقالات التي لم تكن ملفتة سوى على مستوى المدربين في موسم يعد بالإثارة والتنافس الكبيرين لواحد من أقوى الدوريات في العالم، وفي انتظار البقية موعد كرة المتعة سيتجدد من مهد الكرة الفرجة مضمونة.
حفيظ دراجي
نشر في القدس العربي بتاريخ 09-8-2018