hafid derradji

موسم كل الأرقام المميزة!

الموسم الكروي الأوروبي الذي يشرف على نهايته هذا الاسبوع، حمل الكثير من الخصوصيات والأرقام المميزة، خاصة على مستوى الدوريات الخمس الكبرى الأكثر متابعة، وعلى مستوى نهائي دوري الأبطال والدوري الأوروبي بوصول فريقين اسبانيين، هما أتلتيكو والريال تأكيدا لتغول الكرة الاسبانية على الصعيد الأوروبي، ووصول ليفربول الى نهائي دوري الأبطال لأول مرة منذ 11 عاما، ومارسيليا الفرنسي الى نهائي الدوري الأوروبي في مفاجأة غير متوقعة لا تتكرر كثيرا على هذا المستوى.
ما عدا يوفنتوس الذي لم يتوج سوى في الجولات الثلاث الأخيرة، فان السيتي والبارسا والبايرن والبياسيجي توجوا بفارق عريض في النقاط بلغ معدله عشرين نقطة عن الملاحقين، وهو سيناريو لم نتعود عليه ويصعب تفسيره في وجود فرق قوية ومستوى عال لأندية أخرى تملك من القدرات ما يؤهلها للتتويج هي أيضا.

صحيح أن صانع الحدث في انكلترا هذا الموسم كان محمد صلاح بدون منازع، بنيله لقب أفضل لاعب للموسم ثم لقب أفضل هداف في الدوري بـ32 هدفا، لكن ما صنعه السيتي يبقى الأفضل على الاطلاق في انكلترا ببلوغه حاجز المئة نقطة، وهو أعلى رصيد في تاريخ البريميرليغ بعدما سجل مئة وستة أهداف، بمعدل ثلاثة أهداف تقريبا في كل مباراة، متوجا بلقب الدوري بفارق تسع عشرة نقطة. السيتي قتل الدوري الانكليزي منذ بداية مرحلة الذهاب وتوج بكأس الرابطة وأبدع بأداء كان الأفضل أوروبيا في نظر المتابعين رغم خروجه من ربع نهائي دوري الأبطال أمام ليفربول.

في اسبانيا استثمر البارسا في تراجع الريال محليا وتوج بثنائية من دون خسارة على مدى ثلاثة وأربعين مباراة، منذ خسارته في أبريل 2017 بهدفين لصفر أمام ملقة، والصدفة جعلت من ملقة أيضا آخر فريق خسر معه البارسا بالخماسية مقابل واحد في ديسمبر 2003، قبل أن يختم البارسا هذا الموسم بخسارة تاريخية غير متوقعة في الجولة قبل الأخيرة أمام ليفانتي بخماسية مقابل أربعة، سجل منها كوتينيو أول هاتريك، حزين، له مع البارسا الذي توج أيضا بكأس الملك للمرة الثلاثين في تاريخه. تتويج البارسا بلقب الدوري الخامس والعشرين والسابع في عشر سنوات اكتمل بتتويج ميسي بلقب هداف الدوري بخمسة وثلاثين هدفا، وتزامن مع رحيل أندريس انيستا أحد أعمدة التيكي تاكا التي اشتهر بها البارسا في العشرية الماضية.

سيناريو البارسا نفسه في الدوري حدث للبايرن المتوج باللقب على وقع خسارة مذلة في عقر الديار بعد 38 مباراة من دون خسارة على ملعبه «أليانز أرينا» أمام شتوتغارت. خسارة البايرن التاريخية بالأربعة في آخر جولة أفسدت فرحة التتويج باللقب السادس على التوالي وفرحة تتويج نجمه ليفاندوسكي بلقب الهداف، وأفسدت على مدربه يوب هاينكس فرحة الاحتفال بآخر مباراة له على كرسي احتياط البايرن بعدما تلقى للمرة الثانية أربعة أهداف على ملعب الأرينا منذ خسارته بالخمسة أمام فيردر برمن سنة 2008.

في ايطاليا «السيدة العجوز» استعادت شبابها بفوزها بالثنائية للمرة الرابعة على التوالي، لتصبح أول فريق أوروبي يحقق أربع ثنائيات متتالية، وأول فريق ايطالي يحقق سبع تتويجات متتالية بلقب الدوري في ايطاليا، وثاني فريق أوروبي من الدوريات الخمس الكبرى يحصل على هذا الكم من التتويجات المتتالية بعد ليون الفرنسي، بعدما خاض 22 مباراة من دون خسارة. تتويج اليوفي بلقب الدوري كان الرابع لمدربه ماسيميليانو أليغري الذي عادل رقم كارلو كاركانو الذي حقق بدوره اللقب مع اليوفي أربع مرات بين 1931 و1934. ورغم صعوبة التتويج هذا الموسم أمام نابولي العنيد، الا أن اليوفي يبقى سيد الكرة الايطالية بدون منازع، ويبقى صاحب كل الأرقام التاريخية في ايطاليا وأوروبا.

في فرنسا ما يزال البياسيجي سيد الكرة الفرنسية بامتياز بعد تتويجه بلقب الدوري الخامس في ظرف ستة مواسم بفارق 25 نقطة، وبعدما أصبح أول فريق فرنسي يفوز 4 مرات متتالية بكأس فرنسا، وتوج لاعبه كافاني بلقب الهداف بمجموع 28 هدفا ونيمار بلقب أفضل لاعب في الدوري مستمرا في سيطرته في انتظار التألق في دوري الأبطال والذي يبقى مؤجلا الى حين.

أرقام أخرى تاريخية متوقعة في حالة فوز الريال بلقبه الثالث على التوالي بدوري الأبطال واللقب السادس في ظرف عشر سنوات والثالث عشر في التاريخ، في وقت سيكون ليفربول على موعد مع تتويج تاريخي بدوري الأبطال لو حقق السادسة والأولى منذ ثلاثة عشر عاما من الغياب على منصة التتويجات الأوروبية، ليبقى الموسم الكروي الحالي في أوروبا واحدا من الدوريات الأكثر استقطابا للأنظار بكل ما يحمله من أرقام تحققت كي يتم تحطيمها من أجيال متعاقبة تصنع الفرجة والمتعة ومزيدا من الاثارة.

حفيظ دراجي

نشر في القدس العربي بتاريخ 17 مايو 2018

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل