hafid derradji

حفيظ دراجي لدزاير توب : “ماجر ليس بمدرب و مستقبل المنتخب الوطني في خطر معه

*      قراءتكم لواقع كرة القدم الجزائرية  بعد رحيل محمد روراوة و وصول خير الدين زطشي إلى قصر دالي براهيم 

*      واقع مرير للأسف امتدادا للواقع الذي نعيشه في كل المجالات وفي كل الرياضات عموما، صحيح أن الأمر ليس جديدا ولا يقتصر فقط على كرة القدم لكن منذ عودتنا من مونديال البرازيل دخلنا في أزمة فنية وادارية وأخلاقية .بعد مونديال البرازيل قرر المختطفون ايقاف زحف المنتخب الذي تحول الى “غول” كبير فقرروا تقزيمه بالحديث عن اعادة بناء رغم أنهم استمروا في الاعتماد على نفس اللاعبين المحترفين ولم يكتشفوا لاعبين محليين كانوا يقولون بأن عندنا في الدوري الجزائري

*      بعد عام من انتخاب خيرالدين زطشي كرئيس لأعلى هيئة كروية في الجزائر المكتب الجديد كثرت زلاته منها  قضية بشير ولد زميرلي، مغادرة زطشي لاجتماع الكاف، صراع زطشيقرباج و أخيرا غيابه عن اللقاء الودي الأخير من يتحمل مسؤولية كل ما يحدث ؟

*      طبعا تتحمل المسؤولية الاتحادية ويتحملها الوزير الذي نصب الاتحادية وتتحمل المسؤولية الجماعة التي نصبت زتشي رئيسا ونصبت ماجر مدربا بدون مؤهلات، ويتحمل جزءا من المسؤولية بعض أشباه المحللين وأشباه الاعلاميين الذين شاركوا في عملية التهديم بحثا عن مكان في الخريطة الجديدة للكرة

*      تجميد مهام قرباج من قبل زطشي و القبضة الحديدية بين الرجلين و الاستعانة بعمار بهلول، ألا ترى أن الخاسر الوحيد  هي كرة القدم الجزائرية في ظل هذه الصراعات؟ ما السبيل للخروج من هذه المشكلات التي  تهدد المنظومة الكروية الجزائرية ؟

*      الخاسر الكبير هي الجزائر ومعنويات أبنائها وكرتنا التي دخلت في دوامة الانتقام والكراهية والحقد وتصفية الحسابات بين الفاعلين بعيدا عن المهنية والأخلاق . أما عن السبيل للخروج من الأزمة فهو نفس السبيل الذي يقودنا للخروج من الأزمة المتعددة الأوجه التي نعيشها والمتمثل في رحيل منظومة فساد فشلت في مهامها واعادة الاعتبار للجدارة والكفاءة ،واحتضان أولادنا مجددا بعيدا عن التميز وبعيدا عن الجهوية التي استفحلت حتى في الكرة

*      في السابق انتقدت روراوة و طريقة تسييره للاتحادية، اليوم بعد رحيله توالت الخيبات و النكسات، ألا ترى أنك كنت مخطئا ؟

*      لعلمك أنا لم أنتقد راوراوة لأن الذي حققه لم ولن يحققه أحدا قبله ولا بعده بكل النقائص التي نعرفها وتحدثنا عنها في حينها، بل أبديت مواقفي وأرائي في بعض خياراته مثل كل الاعلاميين، ودعوته للرحيل بعد مونديال البرازيل ليس لأنه فشل، بل ايمانا مني بأنه قدم كل ما يقدر عليه وأكثر،و لن يكون بمقدوره تحقيق نتائج أفضل ويجب عليه ترك مكانه إعتقادا مني بأن من يخلفه سيعطس نفسا جديدا للكرة الجزائرية خاصة وأن السلطة لم ترافق راوراوة في مشروعه في بناء مراكز تكوين وملاعب ومرافق للنهوض بالكرة والاهتمام بالشبان. السلطة استغلت المنتخب ولم تستثمر في نتائجه الى أن جاء الاقصاء من مونديال روسيا وجاءت الحملة ضده فشعر الرجل بأنه سيكون الضحية لذلك لم يترشح مجددا لعهدة جديدة .

*     بعد استقرار في العارضة الفنية مع البوسني حاليلوزيتش و بعده غوركيف تعاقب خمسة مدربين على العارضة الفنية نقطة كسرت الريتم التصاعدي للمنتخب؟ لماذا لا يزال اختيار المدربين مشكلة تؤرق القائمين على شؤون الكرة في بلادنا ؟

*    بعد غوركوف كان راوراوة قريبا من التعاقد مع البرتغالي كارلوس كيروش مدرب ايران اليوم لكن الظروف لم تخدمه والصحافة لم ترحمه والمنتقمين استغلوا الفرصة لشن حملة شرسة عليه مثل كل الحملات التي شنتها الرداءة على الجدارة في كل المستويات . اختيار المدربين يبقى هاجسا فقط عندنا لأن كل واحد منا عنده مدربا في رأسه يريده ولأننا نريد مدربين كبار بامكانيات صغيرة ونريد مدربين كبار ولا نسأل عن وزراء ومدراء وسفراء في المستوى ولا نسأل عن محللين وصحافيين في المستوى. من يعتقد بأن اختيار المدربين يخضع فقط لمنطق المال فهو مخطئ أيضا

*    رابح ماجر كمدرب جديد للمنتخب الوطني و بين مؤيد و معارض له، كيف تنظر إلى طريقة تعاطيه مع الاعلام ؟

*     أولا بالنسبة الي ماجر هو أحد النجوم السابقين للكرة الجزائرية و ليس مدربا لأنه لا يملك شهادات التدريب ولم يدرب في حياته سوى المنتخب وناديين في قطر ولم يدرب منذ 13 عاما مارس فيها مهنة اطلاق الأحكام على الناس والتهجم على راوراة ولم يمارس التحليل الفني الراقي، وعندما يقول بأنه حاصل على شهادة من كلير فونتان فيجب أن يعلم الناس بأن كلير فونتين ليس معهدا يتخرج منه المدربون بل هو مركزا لتحضير المنتخبات الفرنسية ‘ مثله مثل مركز سيدي موسى لتحضير المنتخبات الجزائرية، أما اذا تحدث عن الدبلوم الذي تحصل عليه من الوزارة فهو دبلوم يملكه كل اللاعبين الدوليين السابقين علما أنه لاتوجد وزارة للرياضة في العالم تمنح شهادات تدريب والا كان تحصل عليها زيدان من وزارة الرياضة في فرنسا دون المرور على مركز تدريب لمدة سنتين ويتخرج على يد غوركوف

*     ثانيا طريقة تعامله مع الاعلام فيها احتقار وعدم احترام وانتقام أيضا، و تشبه كثيرا طريقة تعامله مع اللاعبين وتعاليه عليهم لذلك لم يلقى الاجماع لديهم ولم يحصل التوافق بينهم. اللاعبون هم النجوم في المنتخب وليس المدرب مهما كان وهو يريد أن يبقى النجم الأوحد، واللاعبون هم ملك نواديهم ويستجيبون لنداء المنتخب من باب الواجب وليس لدينا أية سلطة عليهم

*     ماهو تعليقك على أداء المنتخب الجزائري أمام ايران ؟

*     لعبنا البارحة أمام واحد من أضعف المنتخبات المونديالية من الناحية الفنية ، منتخب لعب منقوصا من 6 لاعبين أساسيين .ومع ذلك المشرف على منتخبنا كان همه الوحيد الفوز بالمباراة مثلما طلب منهم لإسكات المنتقدين حسبه لكنه لم يوضح لهم كيف يفوزوا. أمام إيران أثبت ماجر بأنه غير قادر على بناء منتخب واعطاءه هوية لعب، وغير قادر على تسيير المجموعة والدليل ماحدث له مع تايدر الذي غادر كرسي الاحتياط وماحدث له مع محرز وهني عندما أخرجهما، وماحدث من قبل مع بن طالب الذي رحل بعد المباراة الأولى. شاهدنا البارحة لاعبين يريدون الفوز من أجل جمهورهم لكن ماجر لم يوضح لهم كيف يفوزون وهذه بوادر تراجع سيستمر اذابقي الحال على ماهو عليه ولم ننقذ منتخبنا وكرتنا

      هل سياسة ماجر في الاستعانة بالعناصر المحلية والاستغناء عن بعض الركائز في صورة فيغولي و الحارس المتألق مبولحي هي الحل ؟ كيف ترى المنتخب تحت قيادته على ضوء اللقاءات التي لعبها رفقاء هني ؟

      ليس هناك أي مستقبل للمنتخب الوطني تحت قيادة ماجر والاتحادية الحالية لأنه ليس مدربا واللاعبون معه فقدوا شهية اللعب في المنتخب ولم ينسوا انتقاداته لهم عندما كان محللا واكتشفوا بأن خطابه معه لم يسمعوه من أي مدرب وتعامله معهم فيه الكثير من التعالي

*   هو كان يدعو للاعتماد على اللاعب المحلي لكنه أقحم لاعبا واحدا في التشكيلة الأساسية أمام تانزانيا ولاعبان أمام ايران..

*     هو كان ينتقد اللاعبين المغتربين لكنه استدعاهم كلهم في التربصات الماضية بحثا عن الفوز بالمباريات الودية لإسكات منتقديه

*    استغنائه عن فيغولي كان انتقاميا بسبب تصريحات اللاعب في وقت ما، واستغنائه عن مبولحي كان انتقاميا أيضا حتى يبقى شاوشي من دون منافسة . ماجر خلق مشاكل مع بن طالب وابراهيمي واليوم جاء دور تايدرو محرز حتى يحطمهم ويدفعهم للرحيل وبعدها يقول لنا يجب اعطاءه الوقت لاعادة بناء المنتخب

*     من تراه المدرب المناسب للمنتخب الوطني الجزائري، أو دعنا نقول ما هي المواصفات اللازمة لنجاح أي مدرب على رأس محاربي الصحراء ؟

*    رئيس اتحادية ألمانيا لن يكون بمقدوره إعادة الهيبة للاتحادية ومورينيو لن ينجح مع المنتخب في الظروف الحالية، مشكلتنا أعمق من اختيار مدرب مناسب لأن المدرب المناسب يختاره الرجال المناسبين حسب حاجياتنا و ظروفنا وخصائص كرتنا ومن غرسوا الحقد حصدوا الكراهية اليوم

*      ما الذي ينقص جيل محرز، براهيمي للتتويج بكأس أمم إفريقيا، أو عموما ما الذي ينقص الجزائر لتعانق الكأس الافريقية من جديد بعد أكثر من 28 عاما من التتويج الوحيد ؟

*      تنقصهم اتحادية قوية ومدرب كفئ يقود رجالا وليس اطفالا صغارا وينقصهم الوقوع بين أيدي رجال أكفاء في الاتحادية ورجال أكفاء في المنتخب يقودون جيل من ذهب نريد تحطيمه

*     قضية محرز التي كانت مادة دسمة للصحافة العالمية و بقاءه في ناديه ليستر سيتي رغم العروض المهمة، لماذا في كل مرة تسقط صفقات انتقاله في الماء ؟

*      لأن مدربه بويول رفض الاستغناء عنه، ولأن مسيري ليستر يدركون بأن محرز هو ليستلر ومن دونه لا يساوي شيئان ولأنهم يريدون أكثر من 100 مليون باوند نظير رحيله

*    كإعلامي و متابع لشؤون و خبايا الكرة الجزائرية ما أحسن تشكيلة للمنتخب حاليا ؟

*      مازلت أؤمن بأن لدينا جيلا فريدا من نوعه لن يتكرر يحسدنا عليه الكثير لكن بالمقابل لدينا جيلا حاقدا لا مثيل له كسر المنتخب وحطم المعنويات و كسر في نفوس اللاعبين الرغبة في اللعب للمنتخب . منتخب كرة لا يبنى فقط بلاعبين ممتازين بل بمجموعة تشكل أسرة واحدة لا نفرق فيها بين من ولد في الجزائر ومن ولد خارج الجزائر

*   كلمة ختامية لجمهور الجريدة الإلكترونية دزاير توب … و لك الحرية في أن تضيف ما تشاء ؟

*      أنا حزين على بلادي التي صار فيها كل شيئ صغيرا، وحزين على رياضتنا التي كسرتها الجماعة، وحزين على الاتحادية التي اختطفتها لتتقاسم التركة التي تركها راوراوة، حزين أيضا على جيل ذهبي ضيعناه بسب الغيرة والحسد والحقد وغياب الكفاءة لدى المشرفين عليه

     شارك في أسئلة الحوار
الصحفي معمر قاني
الصحفي فيصل مدية
الصحفي اونيس كريم .

نشر في موقع “جزاير توب” بتاريخ 28 مارس 2018

حفيظ دراجي لدزاير توب : “ماجر ليس بمدرب و مستقبل المنتخب الوطني في خطر معه “

 

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل