نعلم كلنا حجم التراجع الذي عرفته الدبلوماسية الجزائرية في عهد بوتفليقة رغم توفر الجزائر على كفاءات كبيرة في الداخل والخارج تم اقصاؤها لصالح فئة من “أشباه الدبلوماسيين” الذي صاروا يشكلون عبئا على الدولة والجاليات الجزائرية في المهجر، الأمر الذي يقودنا الى الحسرة والأسف على مردود الكثير من بعثاتنا الدبلوماسية التي اقتصرت مهامها على تجديد جوازات السفر للمهاجرين واعداد تقارير أمنية حول الجاليات الجزائرية، وخدمة “السعيد” وأبناء المسؤولين مقابل ضمان الاستمرار في المناصب!!
لقد ترددت كثيرا في الكتابة عن موضوع “تأشيرات العمل الوهمية التي يحصل عليها الشباب الجزائري لأجل السفر والعمل في بعض بلدان الخليج على غرار قطر، وهي العملية التي تشرف عليها خلية جزائرية في الداخل والخارج تبيع الوهم لشباب جزائري بمبلغ يفوق الأربعين مليون سنتيم مقابل اقامة لا تمنح لصاحبها فرصة العمل “الكريم والشريف”، وتجعله عرضة لكل أشكال الابتزاز والاستغلال والضياع، وتعرض سمعة الجزائر لمزيد من الاهانة التي وصلت اليوم حدا لا يطاق.
صحيح أنه من حق الشباب الجزائري أن يحلم ويبحث عن فضاءات لتحسين أوضاعه والسعي نحو العيش الكريم وتحقيق الذات سواء داخل الجزائر أو خارجها، لكن بشرف وكرامة وعزة نفس بعيدا عن التسول والتحايل الذي يتعرضون له، وبعيدا عن الابتزاز الذي تقوده عصابة تنشط علنا أمام سلطات جزائرية تتفرج مثلما تتفرج على “الحراقة” الذين يموتون في عرض البحار، وتتفرج على استنزاف الكفاءات في كل المجالات!!
لن أوجه ندائي اليوم الى البعثات الدبلوماسية في بعض دول الخليج لأن بعضها بلا جدوى ولا يهمها أمر الجاليات الجزائرية، ولا تهمها صورة وسمعة الجزائر، بل أوجه ندائي الى شبابنا المغرر به والراغب في الحصول على فرصة عمل في دول الخليج للتأكد من صحة العروض التي تصلهم من “تجار التأشيرات” ومن شركات وهمية من خلال التواصل مع السفارات المعنية في الجزائر للتأكد من صحة العروض ، كما ندعو السلطات الجزائرية الى القيام بواجبها تجاه أبناءنا من خلال تفعيل اتفاقيات ثنائية مع دول الخليج لتنظيم هجرة اليد العاملة (مادامت تريد التخلص منها) وذلك لتجنب كل أشكال التحايل والاهانات التي يتعرضون لها والحفاظ على ما تبقى من سمعة للجزائر والجزائريين في زمن تراجع الدبلوماسية الجزائرية وتراجع مكانة الجزائر بين الأمم لدرجة !!