منتخب الكرة الذي كان جامعا صار اليوم يفرق بين أبنائه !! كان يجمع في زمن الشدة، وصار يفرق ولا يلقى التوافق في زمن الرداءة !! كان الأنصار يبيتون في ضواحي ملعب تشاكر لحضور مباريات المنتخب فصاروا لا يشاهدون مبارياته حتى على شاشة التلفزيون!! كان أولادنا يبكون عند خسارته وصاروا اليوم لا يسألون حتى عن نتائج مبارياته !
منتخب دخل التاريخ في مونديال البرازيل ويضم في صفوفه نجما من طراز محرز لا يتنقل الى الملعب لمشاهدته وتشجيعه سوى بضعة مئات في مواجهة تانزانيا، البعض منهم تنقل للتعبير عن تذمره من السياسة المنتهجة وممارسات الجماعة التي اختطفت المنتخب، والبعض الأخر قاده الفضول من أجل رؤية الجديد فاكتشف أكذوبة الاعتماد على اللاعب المحلي بإقحام شاوشي وبوخنشوش فقط في التشكيلة الأساسية! واكتشف أكذوبة إعطاء هوية لعب للمنتخب فضيعنا هويتنا بالاعتماد على سوداني كلاعب رواق وانتهاج خطة لا يلعب بها أي منتخب في العالم ! بل حتى في مباريات الاحياء لا تصلح !
الفوز أو الخسارة غدا أمام إيران لن يغير في كل هذه المعطيات، ولن يقود الأسرة الإعلامية والجماهير العريضة الى تغيير موقفها من مدرب يخاطبها عبر اليوتيوب ولا يقدر على مواجهة صحافتها!
الفوز أو الخسارة غدا لن يعيد للجماهير ثقتها في منتخب فقد هيبته وهويته وانسجامه بعدما قتلنا في نفوس لاعبيه تلك الروح والرغبة في اللعب بفعل التشكيك الذي طالهم لعدة أشهر!
جماهير الكرة عندنا أدركت بأنهم ينتقمون من المنتخب ومن نجومه ويتقاسمون الريع الموروث مثلما تفعل بالوطن الجماعة التي نصبتهم، لذلك فان نفس الجماهير راحت تنتقم منهم وتعاملهم بنفس معاملاتهم الجاحدة والحاقدة سابقا، وراحت تستند لنفس المنطق الذي كان سائدا زمان والذي مفاده “أن الاعلام والجماهير من حقهم الانتقاد والتعبير عن أراءهم في منتخب بلادهم” !!