hafid derradji

الشعب هو الذي فشل ..

ردود كثيرة وصلتني بعد المقال الذي كتبته الأسبوع الماضي حول فترة حكم بوتفليقة  التي لم تكن في اعتقادي كلها سلبية وكارثية ، و تصوري لطبيعة الرئيس المقبل للجزائر الذي من المفترض أن يتجنب  كل النقائص والسلبيات التي نعيشها اليوم، ويخلصنا من الرداءة والتخلف والتراجع على كل المستويات ..

من بين تلك الردود اخترت مقتطفات من رسالة شاب جزائري يعتقد بان مسؤولية  الانسداد والتراجع الذي تعيشه الجزائر لا يتحملها الرئيس لوحده ، بل يتقاسمها مع الشعب الذي يتحمل بدوره مسؤولية الفشل  لأنه هو الذي اختار تجديد ثقته في الرئيس لعهدة رابعة رغم علمه بأن الرجل “طاب جنانو” ولم يعد قادرا على القيام بواجباته وتحمل مسؤولياته:

أخي حفيظ ،

” كثر الحديث بيننا حول فشل بوتفليقة في تسيير شؤون الوطن خاصة منذ 2009  لكن الحقيقة ليست كذلك لان الشعب هو الذي فشل في اختياره وتقرير مصيره ، وبوتفليقة نجح في ضمان المزيد من النهب والسلب لنفس الأشخاص منذ الاستقلال ، فنجح في حمايتهم والتستر عليهم ، ونجحوا في الدفع به لعهدة رابعة رغم عجزه أمام انظار شعب التزم الصمت حيال كل الفضائح والجرائم..

بوتفليقة أدّى مهمة الانتقام من سابقيه ومن  الشعب بإتقان ، و تفنن في إذلاله لدرجة لم يعد فيها قادرا على التنفس أو التنديد بالمفسدين بعدما نال نصيبه هو ايضا من السكنات والقروض وكل التسهيلات  دون ان يدري بانه سيدفع ثمن ذلك غاليا في المستقبل.

الشعب الجزائري ومنذ 1999 و مستواه الفكري والأخلاقي في تدنّي و انحطاط وتخلف لم يسبق له مثيل ، لذلك لا يمكن تحميل الرئيس كامل المسؤولية ، ولا يمكن التكهن بمدى قدرة الرئيس المقبل على الاصلاح والتغيير لأن عملا كبيرا ينتظره على كل المستويات الفكرية والأخلاقية والتربوية والاجتماعية قبل المجالات السياسية والاقتصادية .. “

هذه المقتطفات  ورسائل أخرى وتعاليق كثيرة مماثلة تصلني من أبناء بلدي في الداخل والخارج تذكرني بكلام مماثل قاله لي مسؤولون كبار في الدولة  مقربون من بوتفليقة منذ أسابيع اعترفوا فيه بكل الاختلالات وعبروا  بدورهم عن أسفهم على شعب يصوت لرئيس لم يعد يراه أو يسمعه ! ولا يعرف أين هو اليوم ! ومن الذي يحكم ويقرر في مكانه !! وشعب يعتبر بأن الأمن والاستقرار الذي ينعم به هو صدقة من السلطة سيفتقدها في حال رحيل بوتفليقة ومحيطه !!

هؤلاء وأخرون على مستويات مختلفة يجمعون على أن الشعب استقال من الحياة السياسية والاجتماعية ولم تعد تحركه الفضائح والمهازل المتعددة لدرجة لم تعد تحسب له السلطة أي حساب  في المخطط الذي تحضر له للمرحلة المقبلة دون أن تضع في الحسبان ارادة الشعب وطموحاته وتطلعاته نحو مستقبل أفضل يحفظ كرامة الشعب ومصلحة الوطن قبل الأفراد والجماعات ..

قد نختلف أو نتفق مع هذا أو ذاك ، ونتفق أو نختلف في تقدير حجم الخلل والضرر ، ولكن لا أحد ينكر بأن جزائر اليوم ليست هي تلك الجزائر التي كان يحلم بها من ضحوا من أجلها منذ نوفمبر 54 الى أكتوبر  88 ، الى شهداء الربيع الأمازيغي وكل الشرفاء الذين ماتوا في كل المناسبات من أجل بناء دولة مؤسسات نخضع فيها كلنا للقانون ولإرادة الشعب وليس لشخص لا نراه ولا نسمع صوته ولا ندري اين هو اليوم !!

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل