العناد والتحايل والتطرف الذي يمارسه محيط الرئيس ومعه المنتفعون والموالون منذ مدة ليستمروا في مواقعهم وممارساتهم بدأ يدفع إلى تطرف آخر من جانب المعارضين وفئات اجتماعية أخرى لجأت إلى الشارع للتعبير عن تذمرها وانتزاع حقوقها بعدما اشتد عليها الخناق وازداد في أوساطها التذمر واليأس، وبعدما اقتنعت أن المنظومة الحاكمة لا تفهم سوى لغة الشارع ولن تتردد في استعمال كل الحيل للاستمرار في التحكم في رقاب الناس والانتقام من الشعب ومن كل من يتجرأ ليقول لا لدولة تحكمها أيادي خفية لم ينتخبها الشعب!
لقد وصلت بهم الجرأة والوقاحة إلى الاصرار بأن بوتفليقة هو الذي يحكم ويتمتع بصحة جيدة وبكامل قدراته العقلية والمعرفية مما يدفعنا الى التطرف في القول بأن من يسوق ويصدق هذا الكلام هو الذي لا يتمتع بكامل قدراته العقلية والمعرفية ويحتاج إلى رعاية صحية وعلاج نفسي لإنقاذه من الجنون الذي يهدده!
اصرارهم على دعم رئيس مغيب للانفراد بحكم الجزائر والاستيلاء على خيراتها والتغطية على كل المفسدين يقودنا إلى إصرار أكبر على المطالبة برحيل كل المنظومة واجراء انتخابات رئاسية مسبقة لن يكون لهم فيها مرشح لأن كل محيطهم ومن معهم فاشل ورديء لا يستحق ثقة هذا الشعب.
عندما يقولون بأن منصب الرئيس صار من الثوابت وغير مطروح للنقاش أو المساومة لأن بوتفليقة هو صاحب الفضل في استقرار الجزائر نقول لكم بأن استمراره في موقعه بالشكل الراهن إهانة للجزائر قد تؤدي إلى انفجار الوضع بسبب تحايلكم وتذمر المعارضة وفئات اجتماعية عديدة، وبسبب تراجع القيم والأخلاق وتدهور الاقتصاد و ظروف الحياة.
عندما يقولون للجزائريين بأننا سنواجه انخفاض اسعار النفط بالتقشف وشد الحزام وتجميد التوظيف في المؤسسات العمومية نذكرهم بأن الجزائريين لم ينتفعوا بالإرادات عندما كان البترول بمائة دولار ويريدون منهم اليوم أن يتقاسموا معهم التداعيات والسلبيات عندما تراجعت المداخيل الى النصف!
عندما يصرون على تأجيل محاكمة من تسببوا في فضائح الفساد التي ميزت عهد بوتفليقة نقول لهم بأنهم شركاء في كل الفضائح ويجب محاسبتهم على سكوتهم وتغطيتهم على المتسببين في كل الكوارث التي حدثت في السنوات الماضية.
عندما تعيدون علينا كل مرة نفس أسطوانة الأمن والاستقرار والإنجازات التي تحققت في مجالات السكن والطرقات نقول لكم بأنكم لم تتصدقوا على الشعب من أموالكم وأنفقتم ألف مليار دولار ولم تستثمروا فيها ونهبتم نصف الأموال المخصصة لتلك المشاريع، وأخفقتم في تحقيق التنمية الشاملة لذلك يجب أن ترحلوا.
عندما تقولون بأن منصب الرئيس لا يقبل المساومة والنقاش فإننا نصر على رحيل الرئيس ورحيلكم كلكم لأنكم رموز الفساد ولن نقبل بانتخابات رئاسية مسبقة تختارون فيها مرشحكم لحماية مصالحكم بل سنطالب باستقالة الرئيس ومحيطه لنتخلص من صفحة سوداء لا تقل سوءا وضررا من العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر سنوات التسعينيات.
قد يبدو هذا الكلام قاسيا يحمل الكثير من التطرف لكن تطرفنا سيكون رحيما بكم ومفيدا للوطن مقارنة بتطرفكم الذي كان مؤلما للشعب وقاسيا على الدولة ومؤسساتها حتى ساد الانطباع بأنكم تنتقمون من هذا الشعب بدوافع تاريخية وجهوية ونفسية، وساد الانطباع بأنكم تتعاملون مع أعداء لكم وليس مع شعب عظيم وضع ثقته فيكم وبقي وفيا لوطنه .
حفيظ دراجي
نشر في موقع كل شيئ عن الجزائر بتاريخ 29 ديسمبر 2014