hafid derradji

ماذا بعد أن سقطت أوراق الشجرة التي تغطي الغابة؟

خروج المنتخب الجزائري من ربع نهائي كأس أمم افريقيا في غينيا الاستوائية أمام كوت ديفوار أكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الكرة الافريقية لم تعد كرة الماضي، وبأننا لم نصل بعد إلى المستوى الذي يسمح لنا بالتتويج رغم تألقنا في كأس العالم ورغم توفرنا على جيل رائع من اللاعبين سمح لنا باحتلال الريادة عربيا وقاريا في ترتيب الفيفا، ويؤكد بأننا لم نصل بعد إلى التحكم في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة المحيطة بلعبة كرة القدم في إفريقيا من كل الجوانب الفنية والبدنية والتكتيكية التي تصنع من الجزائر بطلة للقارة السمراء.

التتويج باللقب القاري في غينيا الاستوائية كان كذلك ممكنا لو اجتمعت بعض التفاصيل الصغيرة لكنه كان سيوهمنا بأننا الأفضل، وكان سيزيد من كثافة أوراق الشجرة التي تغطي الغابة المليئة بالأشواك والصعوبات والاخفاقات التي تتخبط فيها الكرة والرياضة الجزائرية وعديد المجالات الأخرى، وكان سيكون مسكنا أخر تستغله السلطة لمواصلة التحايل علينا وإلهاء الشعب لفترة أخرى عن قضاياه الأساسية بعدما ساد الإخفاق والفشل عديد الرياضات والمجالات، وبعدما استمر مسلسل اختطاف مؤسسات الدولة وإهانة الرجال في عديد المواقع.

بعد تعثر المنتخب سقطت بعض أوراق الشجرة وظهرت الغابة على حقيقتها خالية من الأشجار المثمرة وهي التي كانت تخفي كرتنا المريضة وبطولتنا الضعيفة ورياضتنا التي تتراجع باستمرار بسبب غياب استراتيجية وطنية وإهمال صيانة المرافق الرياضية وغياب التكوين وإعادة التأهيل للرياضيين والمدربين فكانت النتيجة كارثية في بطولة العالم لكرة اليد، وكارثية في مختلف الألعاب الرياضية وفي كل أنواع الرياضات التي تعاني من سياسة رياضية قائمة على مرافقة نتائج منتخب الكرة التي يلتف حولها الرئيس والوزير الأول والوزراء والمؤسسات العمومية والخاصة لاستغلالها دون القدرة على الاستثمار فيها وفي الأجيال الصاعدة المحبة لوطنها.

أما شجرة المنتخب فرغم كل الثمار التي أنتجتها والمتعة التي منحتها لنا إلا أنها لم تسلم من محاولات الحرق والتدمير من بعض الفنيين والإعلاميين الذين لم ينتظروا انتهاء دورة غينيا الاستوائية وراحوا يثيرون البلبلة في أوساط المنتخب أثناء الدورة، وراحوا يشككون في قدرات لاعبينا ومدى تفانيهم في المباريات التي خاضوها، وراحوا يدعون إلى إقالة المدرب وإعادة النظر في تركيبة المنتخب وفي الاستراتيجية المنتهجة وقطع الشجرة من جذورها وإعادة زرع شجرة أخرى لكي يتسنى لهم تسلقها وننتظرها سنوات أخرى لكي تثمر… إن أثمرت طبعا!

حفيظ دراجي

نشر في يومية الشروق بتاريخ 8 فبراير 2015

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل