hafid derradji

عندما تتحالف الرداءة مع التحايل!

ما يحدث في السياسة وقطاع المال ومجال الإعلام والرياضة عندنا من تحالف بين الرديئين والمتحايلين على الجزائريين أصبح الآن بل ترسخ كعملة متداولة تشترى بها الضمائر والذمم والسلم الاجتماعي، ويباع بها الوهم والوعود الكاذبة لأبناء الجزائر في سيناريو تفشت فيه الرداءة والخبث والمكر أيضا في قطاعات أخرى كثيرة أصابتها العدوى، لكنني سأكتفي بالإشارة فقط لما يحدث في بعض القطاعات التي ساءت أكثر من غيرها ما أفرز إحباطا كبيرا في الأوساط السياسية والإعلامية والرياضية وحتى الشعبية على نطاق واسع.

بعض الرديئين والمنتفعين من الساسة ورجال المال التقوا وتحالفوا في السياسة وتكاتفوا في مشاريع النهب لدعم منظومة فاسدة تحافظ على مواقعهم ومكاسبهم، وتحالفوا فيما بينهم لإبقاء الجزائر رهينة بين أيديهم يتصرفون فيها وفق أهوائهم عندما تكون أسعار النفط في أعلى مستوياتها، ثم يعودون إلى الشعب يطلبون منه التقشف وشد الحزام عندما تنخفض تلك الأسعار، ولا يترددون في الإعلان عن تجميد التوظيف في المؤسسات العمومية خلال سنة 2015!  أي احتقار هذا!

هؤلاء وأولئك أحاطوا أنفسهم بالكثير من المنتفعين والمطبلين الذين تلوثت أيديهم وعقولهم وقلوبهم بكل أنواع الحقد لإغراق الجزائر والمزيد من الجزائريين في الرداءة ليتحالفوا كلهم ضد الشعب ومستقبل الأجيال الصاعد التي لا تزال صابرة رغم إدراكها بما يحيط بها!

في الرياضة اجتمعت الرداءة في كل المواقع ما أدى الى تراجع رهيب للنتائج في كل الرياضات ماعدا منتخب كرة القدم الذي وجد فيه أبناؤنا متنفسا، و وجدت فيه السلطة وسيلة إلهاء لشبابنا الذي ازداد تعلقا بالوطن من خلال نتائج الخضر وإنجازاتهم رغم المحاولات البائسة في بعض القنوات التلفزيونية والبرامج الرياضية لتحطيم كل شيء جميل من طرف بعض اللاعبين السابقين والمدربين البطالين الذين لا يفرحون لنجاح المنتخب الوطني، ولا يترددون في وصف اللاعبين الجزائريين المحترفين باللاعبين الأجانب ولا يترددون في انتقاد خيارات المدرب الوطني وإعطائنا دروسا في الجوانب الفنية والتكتيكية لكرة القدم رغم فشلهم المتكرر لدرجة لم يجدوا فيها نواديا تنتدبهم!

بعض وسائل الاعلام الجزائرية العمومية والخاصة، المتخصصة والعامة غرقت بدورها في دوامة الرداءة والفوضى واللامهنية بتحالفها مع أطراف في السلطة ومع بعض رجال المال الفاسد لأجل توسيع نطاق التحايل على الشعب والانتفاع من الوضع الراهن لتحقيق المزيد من المكاسب.                               تلك المنابر لم تتردد في الإساءة إلى المهنة، ولم تتردد في تخوين كل من يختلف مع المنظومة القائمة، وكل من يعلن رفضه للكيفية التي تدار بها شؤون البلد فتجدهم يهللون ويطبلون من خلال الأبواق التي تكرر نفس الأسطوانات كل مرة في كل القنوات!

يحدث هذا في وقت يثبت الشعب كل مرة وعيه وقدرته على الصبر والتحمل أمام الاختطاف الذي يتعرض له الوطن من طرف جماعات مصالح تنتقم من الشعب ومن مؤسسات الدولة وتقوم بتخوين وتخويف وتهديد من يختلف معها، وهي مستعدة للذهاب إلى أبعد الحدود للحفاظ على مواقعها ومكاسبها ولو على حساب القيم والمبادئ وعلى حساب الشعب والوطن.

حفيظ دراجي

نشر في يومية الشروق بتاريخ 28 ديسمبر 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل