hafid derradji

سنظل نعيش على الدعوات!

ارتأيت هذه المرة أن أخصص هذه المساحة لقارئة طالبة في معهد الاعلام علقت على تساؤل كنت طرحته منذ مدة في إحدى المقالات عندما كتبت “ماذا بعد المونديال”، وأذكر أنني استأذنتها في نشر تعليقها ولكنها لم ترد سوى هذا الأسبوع لأسباب خاصة بها. ونظرا لما لمسته من نضج ووعي لديها فقد قررت أن أقاسمكم ما كتبت إدراكا مني بأن الكثير منكم يتقاسم معها نفس الهموم:

سيدي تحية طيبة وبعد،

أنا فتاة جزائرية نشأت في عائلة حب الوطن فيها أمر مسلم به كحب الوالدين، أثور لأبسط الأسباب إن تعلق الأمر بوطني، ولا أخفيك أن البهجة التي صنعها منتخبنا الوطني في المونديال الأخير جعلتني افتخر أكثر لانتمائي لوطن يثبت أبناؤه دائما أنهم مستعدون لدفع كل غال ونفيس من أجل رفع رايته عاليا.

وددت أن أعبر عن رأيي بخصوص سؤالك ومقالك ” ماذا بعد المونديال” لأقول لك بأننا نحن الشباب اعتدنا أن تقتل ابداعاتنا في رحم فكرنا، و المصيبة أن من يقتل هاته الابداعات هو ذلك من يدعي أنه يدعمنا ويشجعنا، لذا فنحن اليوم لا ننتظر شيئا من حكومة ترى أنها منزلة من عند الله (استغفر الله)، حكومة ترى أننا ( ماشي لازم ناكلو الياوورت ) و كبارها يجهلون التفرقة بين القرآن و الشعر، حكومة لازالت متمسكة بـ: نحن من صنع الاستقلال و نحن مَنْ مَنَّ عليكم بالحرية  وما عليكم إلا أن تخضعوا و ترضوا بالاحتقار والاذلال … وذنبنا الوحيد هو أننا لم نشارك في الثورة المجيدة ( وأشك أنهم جميعا شاركوا) !!

بعد المونديال لن يتغير شيء سنظل على نفس الوتيرة، حكومة تعيش حياة “خمس نجوم” وشعب يعيش ” تحت الضغط”. كيف لا ونحن إن اعترض أحدنا على منكر هددوه بسنين الجمر وبالدمار. والمشكلة أننا كما يقول المصريون ” العين بصيرة والايد قصيرة” والواقع أن اليد ليست قصيرة بل إنه إن مدت ستقطع من طرف أناس بدون ضمير ولا رحمة ولا شفقة بهذا الشعب!

للأسف، كما أشرت في مقالك فكل نجاح جزائري يستغل سياسيا فقط، فهل يعتقد الرئيس أنه بطلبه من خاليلوزيتش البقاء سيزيد من شعبيته؟ كلا ولكن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على جهله بكيفية سير الأمور افي المجال الرياضي، وسعيه لمسايرة الموجة.

عموما، حالنا هذا يذكرني بقول طريف لأحد زملائي أيام الجامعة … كان يقول دائما ( احنا في الدزاير عايشين بدعاوي الخير) لأنه لولا هذه الدعوات التي تدعوها أمهاتنا لكان الجنون مآلنا.

أتعلم سيدي، حكومتنا تبدو غبية، فكيف تسمع شباب الوطن الواعد يقول (كرهنا من هاد البلاد) وحين تأتي فرصة فانهم يعبرون عن وطنيتهم بكل ما استطاعوا، أليست هذه رسالة واضحة وصريحة أنهم لا يكرهون الوطن ولكنهم يكرهون من يسير هذا الوطن، اعتقد أني مخطئة فهذا ليس غباءً من الحكومة ولكنه عدم وعي وإدراك بما يريده أبناؤنا…

لا أدري أين سيصل بي هذا الكلام فأنا بقدر ما أكتب بقدر ما أشعر باستياء أكبر، ليس لي ولنا إلا أن ندعو الله أن يفتح أمام شبابنا الواعد المبدع أبوابا لا يقدر كهول الحكومة على إغلاقها، وندعو إلى تحقيق معجزة تصبح فيها حكومتنا شابة مثل حكومات العالم تتفهم متطلبات وحاجيات هذا الشعب.

إلى ذلكم الحين سنظل ندعو لنعيش على هذه الدعوات!

حفيظ دراجي

نشر في يومية الشروق بتاريخ 30 نوفمبر 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل