hafid derradji

نعم للمدرب المحلي ولكن ليس لمن طاب جنانو !!

تتويج وفاق سطيف بلقب دوري أبطال افريقيا بقيادة المدرب المحلي الشاب خير الدين ماضوي أعاد إلى الواجهة في بعض الأوساط الإعلامية والفنية ذلك النقاش البيزنطي القديم بين مؤيد للاعب والمدرب المحلي، وبين من يدعو للاستعانة باللاعبين المحترفين والمدربين الأجانب على مستوى النوادي والمنتخبات، وكل طرف يقدم مبرراته الموضوعية والذاتية وكأننا تجاوزنا كل النقائص والمشاكل ولم يبقى لنا سوى المفاضلة بين هذا وذاك في كرة القدم!

أنا مثل الكثير من المتتبعين لست من دعاة تفضيل المدرب الأجنبي على المحلي أو العكس، ولا من دعاة أولوية اللاعب المحلي على المحترف أو العكس، ولكنني مع الامتياز أينما كان، ومع من يقدم الأفضل في عصر لا يؤمن باللون ولا الجنس، ولا يفرق بين الجنسيات عندما يتعلق الأمر بالبحث عن الأفضل، وفي عصر العولمة الذي لم يعد فيه مجال لتفضيل هذا على ذاك حسب جنسيته أو نسبه أو مكان مولده!

صحيح أن المدرب الشاب خير الدين ماضوي حقق ما عجز عنه الكثير من المدربين الجزائريين منذ أكثر من عشرين عاما، الأمر يفرض علينا تشجيعه ووضع الثقة فيه وفي أبناء جيله من المدربين وليس فيمن فاتهم القطار وفيمن أثبتوا فشلهم واخفاقهم في كل تجاربهم، وهم يطلون علينا في مثل هذه المناسبات للدعاية لأنفسهم بالدرجة الأولى وليس للمدرب المحلي، فتجدهم يستغلون الفرصة لتصفية حساباتهم والتسويق لأسماء ولأفكار تجاوزها الزمن بعدما نالوا فرصا كثيرة مع النوادي والمنتخبات وفشلوا لكنهم أرادوا العودة الى الواجهة من بوابة تتويج الوفاق!!

صحيح أن زملاء خير الدين ماضوي من أبناء جيله من المدربين في حاجة الى فرص تمنح لهم لإثبات وجودهم، ولكن ليس لجيل “طاب جنانو” الذي أثبت فشله وعدم تجاوبه مع متطلبات الكرة الحديثة، وجيل سابق لم يفسح المجال للجيل الجديد من المدربين المتميزين المتخرجين من مراكز التكوين الذين عانوا من هيمنة من سبقوهم من الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الاستعانة بالمدربين الشباب عند الضرورة، ولم يتذكروا هؤلاء الشبان عندما كانوا يستحوذون لوحدهم على المناصب في النوادي والمنتخبات وكل المواقع الإدارية والفنية!

ما ينطبق على المدربين ينطبق أيضا على كل المجالات الأخرى التي لا تزال تشهد هيمنة من تجاوزوا الستين والسبعين من العمر، ومن أثبتوا فشلهم دون أن يتزحزحوا من مواقعهم، ولكن عندما يغادرون المناصب يتحولون إلى منظرين يدعون لوضع الثقة في الشباب للإشراف على مختلف المؤسسات ليس حبا في الشباب ولكن حبا في الظهور وانتقاما ممن دفعوا بهم بعيدا عن الواجهة.

لقد حان الوقت لتجاوز النقاشات المتخلفة في الكرة و في غير الكرة لنفسح المجال لجيل خير الدين ماضوي من المدربين، ولجيل آخر من الساسة والوزراء والسفراء والمدراء ممن يملكون الكفاءات ولا يكون ولاؤهم إلا لمهنتهم  و وطنهم حتى نتخلص من هذا الجمود الذي نتخبط فيه في كل مجالات الحياة ، ونتخلص من الرداءة المتفشية التي تدفع إلى اليأس و تؤدي إلى التراجع في كثير من القطاعات على غرار قطاع النقل الذي تسقط فيه الطائرات وتصطدم القطارات ويموت فيه الآلاف في الطرقات ولكن وزيره لايستقيل ولا يقال من منصبه حتى ولو مات نصف الشعب !!

حفيظ دراجي

نشر في يومية الشروق بتاريخ 9 نوفمبر 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل