hafid derradji

لا اقدر على الكتابة في الرياضة(7)

مقال الأحد 5-10-20124

لا اقدر على الكتابة في الرياضة(7)

للأسبوع السابع على التوالي لا أقدر على الكتابة في الرياضة رغم الانجاز التاريخي الكبير الذي حققه الوفاق السطايفي بوصوله الى نهائي دوري أبطال افريقيا متجاوزا كل الصعوبات والعراقيل والظروف الصعبة التي عاشها النادي منذ نهاية الموسم الماضي ، ولا أقدر على الكتابة رغم اقتراب موعد الخرجتين الثالثة والرابعة  للخضر في تصفيات كأس امم افريقيا ، وفي نفس الوقت لا أقدر على تفويت بعض المحطات والأحداث التي ميزت المشهد الجزائري هذه الأيام والتي تصادف الذكرى السادسة والعشرين لأحداث أكتوبر 1988 التي أفرزت تعددية سياسية واعلامية ألت بعد أكثر من عقدين من الزمن الى أحادية ودكتاتورية وفوضى اعلامية !!

الذكرى تستوقفني وتقودني للتذكير بأن انتفاضة الخامس أكتوبر كانت امتدادا لثورة الفاتح نوفمبر ، وامتدادا لأحداث الربيع الأمازيغي ولكل النضالات التي قادها بعد ذلك العمال والطلبة والبطالين في كل بقاع الوطن تعبيرا عن تذمرهم وعدم رضاهم دون ان يتمكنوا من  تحقيق مطالبهم ، ودون أن تستجيب الحكومات المتعاقبة  للحاجيات المتزايدة لأبنائنا رغم ما تتوفر عليه الجزائر من مقومات، وما يتحلى به ابنائنا من صبر و وعي فوت على المغامرين فرصا عديدة لإدخال البلد الى نفق مظلم ..

لن أكتب في الرياضة ادراكا مني بأن الجزائر الوطن والجزائر الدولة والجزائر الأمة لا تزال مهددة اكثر من أي وقت مضى اذا استمر الوضع على ما هو عليه في ضل غياب الرئيس الذي لا يراه ولا يسمعه شعبه ولا يعرف مكانه اليوم  مما أعاد بعث الاشاعات والتساؤلات بشأن وضعه الصحي وقدرته على القيام بواجباته ، ومع ذلك يستمر التحايل من بعض الوزراء عندما يعلن أحدهم  بأن الرئيس يعمل ليل نهار وبأن الرئيس  تواصل معه يوم الجمعة وكأن ذلك أمرا خارقا للعادة !! ويعلن وزير أخر عن تنظيم معرض للصور خاص بالرئيس في كل ولايات الوطن بمناسبة ذكرى الثورة التحريرية عوض معرض يخلد تضحيات كل الرجال المجاهدين والشهداء والوطنيين المتألقين في مختلف المجالات  !!

لن أكتب في الرياضة خاصة عندما أسمع بأن الحكومة الفرنسية تأثرت وتألمت  لحادث المرور الذي وقع على الطريق الرابط بين الأغواط وأفلو  وبعثت برسالة تعزية لعائلات الضحايا قبل الحكومة الجزائرية التي لم يتحرك وزراءها لمواساة أبناء شعبنا والوقوف الى جانب المصابين والتكفل بهم ربما لأن الحادث بسيط في نظر الحكومة وربما لأن الرئيس لم يسمع بالحادثة لحد الأن !!

لن أكتب في الرياضة بعدما قرأت تلك الأرقام التي كشف عنها مركز مختص في شؤون الهجرة التابع لهيئة الامم المتحدة والتي مفادها أن أكثر من 800 ألف جزائري هجروا وطنهم نحو أوربا وكندا، وعشرات الألاف توجهوا الى الخليج  في عهد بوتفليقة مقابل 100 ألف فقط هجروا الوطن سنوات الدم والدمار خلال تسعينيات القرن الماضي  في وقت تشهد الجزائر استقرار أمني وسياسي واجتماعي  وبحبوحة مالية لم يسبق لها مثيل!!

“الهربة” مست اطارات وكفاءات  وفئات عديدة في مختلف المجالات تخرجت من الجامعات والمعاهد الجزائرية، ومست شباب “حراق” يقدر عددهم بالألاف ، ويوجد من بينهم 3600 في السجون الاوربية حسب نفس المصدر !!.

لن أكتب في الرياضة لان تحايل السلطة وصل الى درجة تخويف الشعب بتنظيم “داعش” وما قد يفعله بالأمة والدولة، ولكن “داعشنا” المتمثل في المفسدين والمنتفعين هو الذي يقتلنا كل يوم بممارساته  ويقتل الدولة والامة والمجتمع ببطيء  ويحطم المؤسسات والمعنويات ويدخل الشك والخوف من التغيير في نفوس الناس رغم كل العجز والتخلف والتراجع الذي نعيشه في الحريات والقيم والأخلاق والتربية والتعليم والصحة وكل أنواع الخدمات !!

حفيظ دراجي

نشر في جريدة الشروق بتاريخ 5 أكتوبر 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل