hafid derradji

لا أقدر على الكتابة في الرياضة (8)

لازلت عير قادر على الكتابة في الرياضة منذ أسابيع رغم دعوات الكثير من القراء للعودة الى الحديث عن شؤون الكرة الجزائرية بعيدا عن الخبث والنفاق السياسي والتحايل الممارس على الشعب ، ولكنني في كل مرة أجد نفسي مضطرا للكتابة في شؤون الوطن البائسة والتعيسة في مجالات عديدة بسبب تراكم المتاعب والانشعالات السياسية والاجتماعية والأخلاقية في ضل استمرار التراجع والتخوف واستمرار غياب الرئيس الذي لم يعد يظهر الا من أجل تكذيب الاشاعات ، وليس من أجل القيام بمهامه الدستورية ..

الأمر لا يتعلق بمسلسل تركي من حلقات لا تنتهي ، ولا يتعلق بعجز مستمر عن الكتابة في شؤون الرياضة التي تبقى عشقي الاول وهوايتي المفضلة ، ولكن عندما يصبح ظهور الرئيس لبضعة ثواني غلى شاشة التلفزيون بمثابة حدث سياسي كبير تعلن عنه بعض القنوات والمواقع في شريط الأخبار العاجلة والهامة فان الامر يستوقفني مثل الكثيرين لاعبر عن أسفي وحزني على وطن من حجم الجزائر يتوقف عن الحياة بسبب اختفاء أو ظهور الرئيس على شاشات التلفزيون !!

لا أقدر على الكتابة في الرياضة وأسكت عن المنتفعين من المحيطين بالرئيس الذين لا هم لهم سوى تكذيب الاشاعات حتى ولو اقتضى الامر تاليف سيناريو رديئ وفبركة الصور أو استعمال صور قديمة لأجل التسويق للأمر الواقع الذي يجب على الشعب تقبله والسكوت عنه الى غاية تحطيم ما بقي من حطام  واحكام القبضة على مؤسسات الدولة من طرف أشخاص لم ينتخبهم الشعب ومع ذلك يواصلون مغامرتهم من خلال ممارسة الحكم بالوكالة نيابة عن رئيس لا يقدر على أداء صلاة العيد ولو على كرسي متحرك فما بالكم بالقدرة على حكم الجزائر وما ادراك ما الجزائر!!

لا أقدر على الكتابة في الرياضة أيضا عندما يهان الجزائريون من طرف وزير النقل الذي يستهزء بهم ويقول عنهم بأنهم يريدون “السفر دون مقابل والحصول على افضل الخدمات” !! ولا أقدر على الكتابة عندما أقرا تصريح وزير التجارة وهوينصح الجزائريين بحسن اختيار المحلات عند اقتناء حاجياتهم من المواد الغذائية ، وهو ما يعني اقرار ضمنيا بوجود محلات عير لائقة لا تحترم القواعد والقوانين ولا يتعامل معها ويعاقبها بل يكتفي باسداء النصيحة للمستهلكين !!

لا أقدر على الكتابة في الرياضة بعدما صرنا نخاف حتى من استعادة ذكرى الخامس من أكتوبر 1988 وكأنها ليست صفحة من صفحات تاريخنا ، ومرت علينا دون أن نتوقف عندها ونستخلص منها الدروس، ولا أقدر على الكتابة لأن الاحتفالات بالذكرى الستين لاندلاع ثورة التحرير سنخلدها من خلال معرض صور خاص بالرئيس بوتفليقة فقط لنختزل كل النضالات في شخصه دون غيره من الشهداء والمجاهدين الأبطال !!

لا أقدر على الكتابة في الرياضة ما دام التحايل على الشعب متواصلا دون أدنى اعتبار للعواقب ، ومادمنا نصر على استغفال الشعب واعتباره قاصرا ، و نصر على تخوين المعارضة ومحاصرتها ، وما دمنا نتراجع في عديد المجالات أمام اصرار غريب على ابقاء الأمور على ما هي عليه بدون رئيس ودون مؤسسات قوية ودون مشروع مجتمع لائق ..

حفيظ دراجي

نشر في جريدة الشروق بتاريخ 12 أكتوبر 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل