hafid derradji

لا أقدر على الكتابة في الرياضة (2)

كتبت الأسبوع الماضي بأنني لم أعد قادرا على الكتابة في المواضيع الرياضية وأنني سأستمر على هذا المنوال  لأن الكرة عندنا  لم تسلم بدورها من الرداءة والتراجع وغرقت في الجريمة والعنف والرشوة والكراهية وجعلتنا نخجل من الخوض فيها خاصة بعد مقتل اللاعب الكاميروني إيبوسي ، وكتبت في المرة السابقة أيضا بأن الرياضة لم تعد تلهمني ، وأصبحت أوضاع الجزائر المتردية تستفزني مثل غيري من الأحرار الذين يتألمون في الجزائر، وصار يستفزني التواطؤ والتحايل والصمت عن التراجع الذي يشهده الوطن في وقت يتزايد فيه النهب والحقرة والخداع والنفاق  !!

لن أكتب مجددا في الرياضة وفي الكرة إلى إشعار آخر ولن أتوقف بالمقابل عن الكتابة في شؤون بلدي مهما بلغت درجة التضييق خاصة بعدما ازداد التعسف في استعمال السلطة وساءت الأخلاق وتفشت الرداءة والرشوة والنهب وتبذير المال العام، وارتفعت نسبة الجريمة في وقت غابت سلطة القانون والعدل والمساواة بين الناس وانتشر الخوف في الكثير من الأوساط ولم نعد نعرف من يقرر ومن يحكم في غياب مؤسسات قوية ومحترمة، وفي ظل الاساءات التي يتعرض لها الرجال والنساء على كل المستويات !!

أدرك جيدا بأن بعض الجزائريين وجدوا ضالتهم في ظل الوضع الراهن الذي يطغى عليه الغموض وصاروا جزءا من منظومة تريد أن يستمر الحال على ما هو عليه حتى ولو كانت التكاليف باهظة بعدها ، ولكن الكثير من الجزائريين صاروا يدركون حجم التحايل الذي يمارس عليهم من أطراف تخطط للبقاء في السلطة بشراء ذمم الناس وإلهائهم بأمور ثانوية، وتخطط لإقصاء وتخوين كل من يختلف معها في ظل صمت رهيب للطبقة السياسية والشخصيات الوطنية وبعض الإعلاميين ووسائل الاعلام التي صارت تتفرج على أوضاع الجزائر المتردية وكأن الأمر لا يعنيهم  ..

لن أكتب في الكرة لأنها صارت جزءا من منظومة سياسية وفكرية وأخلاقية وثقافية واجتماعية ورياضية مريضة منذ زمن ، وسأعود كل مرة لتكرار نفس العنوان والمضمون إلى أجل غير مسمى ما دامت الآفاق مسدودة رغم كل قدراتنا البشرية والمادية والطبيعية التي تسمح لنا بإعادة بناء دولة جديدة لكل الجزائريين دون استثناء وليس لجماعة أو فئة أو جهة من هذا الوطن !!

لن أكتب في الكرة إلى إشعار آخر لأن مقتل الكاميروني  إيبوسي سيصبح من الماضي بعد أيام وننسى، مثلما كان الحال في الكثير من المناسبات والمصائب والكوارث التي شهدتها الكرة الجزائرية من زمان ، وشهدتها قطاعات أخرى طالتها فضائح الاجرام والاهمال والنهب دون رقيب أو حسيب ، و تستمر استقالة الكثير من فعاليات المجتمع التي صارت تتفرج على الجزائر وهي تتراجع في الصناعة والزراعة والسياحة والنقل الجوي ، وتتراجع فيها النشاطات السياسية والفكرية والثقافية والترفيهية ، في وقت تتطور أنواع وأساليب الشيتة والولاء والنفاق والتحايل على أرض طيبة دفع أبناؤها ثمنا غاليا لتطهيرها ..

حفيظ دراجي

نشر في يومية الشروق بتاريخ 31 أغسطس 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل