hafid derradji

لا أقدر على التوقف عن الكتابة !!

لأكثر من عشرة أسابيع كنت أستعمل نفس العنوان لأهرب من الكتابة في الرياضة واقترب أكثر من الخوض في هموم بلدي الذي يمر بظروف استثنائية تستدعي من كل واحد منا تحمل مسؤولياته أمام التاريخ للوقوف أمام الخطر الذي يهدد الدولة والمجتمع والأمة من طرف المغامرين الذين استفاقوا بعد خمسة عشر عاما من الحكم ليدعوننا الى بناء “دولة مدنية” من خلال تحطيم المؤسسة العسكرية وتقزيم دور المؤسسات الأخرى، والانفراد بكل السلطات ثم توريث الحكم بعد ذلك للتغطية على كل الفضائح التي تسببوا فيها دون أن يقدر أو يتجرأ أحد على محاسبتهم ..

صحيح أنني لم أعد قادرا على التوقف عن الكتابة في شؤون بلدي بسبب التحايل الممارس، ولكن يبدو أنني لا أقدر على الاستغناء أيضا عن الكتابة في الرياضة والسكوت عن التراجع الذي تعيشه خاصة عندما قرأت تصريح وزير الرياضة الذي كشف فيه بأن الدولة صرفت 41 ألف مليار سنتيم على قطاع الرياضة منذ بداية الألفية أي ما يفوق 4 ملايير دولار وهو رقم خيالي لم تنفقه أمريكا ولا ألمانيا على الرياضة طيلة نفس الفترة ، رقم لا نعرف كيف وأين تم انفاقه خاصة وأننا لم نبنِ به ملعبا واحدا محترما، ولم نقدر على إعادة تهيئة المرافق الموجودة، ولم نصنع به بطلا أولمبيا أو عالميا في مختلف الرياضات .

وزير الرياضة قال أيضا في لقائه مع الصحافة الأسبوع الماضي بأنه لم يفهم لماذا لم تمنح الكاف للجزائر شرف تنظيم نهائيات كاس أمم افريقيا رغم أن الامر كان مفهوما وواضحا للجميع بأن الكاف ستمنح للجزائر فرصة تنظيم نهائيات 2017، لكن تصريح السيد الوزير سيغضب ربما رئيس الكاف الذي قد يحرمنا من النهائيات القادمة لأننا لا زلنا لم نفهم كيف تسير الأمور على هذا المستوى !!

عندما نعتقد بأن الاهتمام بالرياضة يتوقف على توفير الموارد المالية فقط ، و نعتقد بأن الظفر بتنظيم الأحداث الرياضية أمر بسيط يتوقف فقط على قدرات البلد المرشح فإن ذلك يقودني للعودة إلى الكتابة عن الرياضة وعن والرداءة التي تتخبط فيها والوقوف عند النوايا السيئة والتشويش الذي تتعرض له الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والمنتخب الجزائري قصد الاستحواذ على النجاحات المحققة بعدما كشفت عن تراجع الرياضات الأخرى وفشل كل السياسات المنتهجة لحد الآن للنهوض بالرياضة الجزائرية .

إنني أشم رائحة كريهة لمحاولات تكسير منتخب الكرة لأن نجاحاته صارت تزعج، وأشم رائحة كريهة عن نوايا أخرى لتكسير مؤسسات أخرى سياسية واقتصادية وعسكرية من خلال إصدار قرارات خطيرة لأجل توريث الحكم في الجزائر وتأسيس دولة بوليسية ” غير مدنية” تمارس الاستبداد وتكمم الأفواه وتستولي على الثروات والخيرات وتشجع الرداءة والرديئين  !!

كل هذه الأمور تدفعني لمواصلة الكتابة عن شؤون بلدي وكل شيء في الجزائر على الأقل للتاريخ ومن أجل تبرئة الذمة والتحذير من مخاطر ما يطبخ في مخابر الشر بتواطؤ داخلي وخارجي للعودة بالجزائر إلى زمن كنا نعتقد بأنه ولى دون رجعة لكنه قد يعود إذا نجح مخطط عزل كل شيء جميل ومفيد في هذا البلد، واذا نجح مخطط تخويف الجزائريين بأن التغيير سيفقدهم الاستقرار وكل المكاسب التي تحصلوا عليها!!

حفيظ دراجي

نشر في يومية الشروق بتاريخ 26 أكتوبر 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل