hafid derradji

الدولة مهددة لكن الجزائر لن تنهار !!

كتبت الأسبوع الماضي بأن الدولة فقدت هيبتها وسلطتها، ومؤسساتها أصبحت مهددة بفعل ممارسات الذين يتحايلون علينا رفقة المنتفعين من المطبلين الذين يدفعون بالأمور إلى التعفن بإصرارهم على البقاء في السلطة نيابة عن رئيس غير قادر على ممارسة مهامه حتى ولو كلفهم ذلك إفراغ الخزينة العمومية وإقصاء وتخوين كل من يختلف معهم، ولكنني هذه المرة أردت طمأنة الجميع بأن الجزائر لن تنهار برحيل الرئيس أو غيره من المسؤولين مثلما يعتقد البعض من الذين يهددون الشعب ويخيفونه ويحذرونه من أن بوتفليقة هو رمز الاستقرار والازدهار والرفاهية ، وأن أي تغيير سيؤدي إلى الانهيار ويفقد الشعب مكتسباته واستقراره !!

يجب أن يعلم الجزائريون بأن الدولة والمجتمع والأمة مرت بمراحل عصيبة عبر التاريخ، وتمر اليوم بظروف أصعب بسبب التقصير والتسيب والتعسف لكن الشعب الجزائري بلغ درجة من الوعي تغنيه عن التهور والمغامرة وانتهاج سبيل العنف لأنه قد خاض ثورته منذ ستين عاما ضد الاستعمار والاستعباد وهي متواصلة دون توقف ضد الجهل والتخلف والتسلط، وضد من يسعون لتركيع الشعب وتحويل الجمهورية إلى مملكة والجزائريين إلى عبيد يموتون من أجل أن يحيا الملك وليس من أجل أن تحيا الجزائر!

الجزائريون يجب أن يعلموا بأن الاستقرار الذي ننعم به صنعته تضحيات الرجال وما أنعم علينا الله من نعمه ينهبها اليوم من كانوا بالأمس يتفرجون على الجزائر وهي تحترق، ويجب أن يعلموا بأن الفضل في عودة السلم والأمن إلى ربوع الوطن يعود إلى كل الجزائريين دون استثناء وخاصة إلى أولئك الذين استشهدوا في مختلف المواقع.

الجزائريون يجب أن يعلموا بأن السكنات التي توزع عليهم والمرافق والمشاريع التي يستفيدون منها ليست منة ولا صدقة من أحد، ويجب أن يعلموا بأنهم يستحقون العيش في كنف الرفاهية والازدهار مثل بقية الشعوب، ويستحقون كل التقدير والاحترام والمزيد من العناية والاهتمام نظير التزامهم وصبرهم.

الجزائريون يجب أن يعلموا بأن الزيادات في الرواتب والمنح والاستجابة لمطالبهم ليست حبا فيهم ولا اعترافا باستحقاقهم ولكنها جاءت بعد ضغوط واحتجاجات ما كانت لتكون لو كنا نعيش في دولة القانون، وجاءت لأجل التهدئة وشراء السلم الاجتماعي الذي ستكون فاتورته غالية وتنعكس سلبا على توازنات الاقتصاد الجزائري في ظل الانخفاض المتزايد لأسعار النفط وارتفاع فاتورة الاستيراد وازدياد نسبة البطالة والجريمة والتضخم ووو…الخ.

يجب أن يعلم الجزائريون بأن من يهددون استقرار الوطن ليسوا من يعارضون الرئيس ومحيطه ويختلفون معهم ولكن هم أولئك الذين يتحايلون على الشعب بكل الطرق من أجل البقاء في السلطة حتى ولو كلفهم ذلك استنفاذ كل الخيرات والموارد، وتخوين كل الجزائريين والتضييق عليهم بواسطة المنتفعين، وحتى ولو كلفهم ذلك استعمل كل أساليب الخبث …

لا أحد بإمكانه أن ينكر ما قام به بوتفليقة وقبله بن بلة وبومدين والشاذلي و بوضياف و علي كافي و زروال وكل الرجال في كل المواقع، ولكن لا أحد ينكر بأن الفضل الأكبر يعود لكل الشعب الذي واجه كل المحن لذلك ستبقى الجزائر أكبر وأهم من كل واحد منا، وهي صاحبة الفضل علينا ومصيرها لن يتوقف على رجل واحد حتى ولو استحوذ على كل السلطات وعندما أصبح عاجزا توقفت الحياة و انتشر الفساد والنهب وساءت الأخلاق وتراجعت القيم، وعم الخوف والشك كل النفوس..

حفيظ دراجي

نشر في موقع كل شيئ عن الجزائر بتاريخ 27 أكتوبر 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل