hafid derradji

لازلنا هواة في السياسة والاتصال !!

في سعي آخر من محيط الرئيس لاستغلال كرة القدم ونتائج المنتخب لكسب مزيد من ود وتعاطف الجماهير الجزائرية التي طالبت ببقاء وحيد حليلوزيتش جاءت مطالبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة باستمرار الناخب الوطني في موقعه مدربا للخضر إثر استقباله للعناصر الوطنية العائدة من البرازيل، وهو المطلب الذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام الوطنية الرسمية والخاصة، ووصفته بأنه استجابة من الرئيس لمطلب جماهير عريضة دون اعتبار لعواقب مثل هذا التصرف!!
جميل جدا أن تجمع الجماهير على تقدير الجهد الذي بذله المدرب حاليلوزيتش وتطالب ببقائه ، وجميل جدا أن يبدي الرئيس اهتماما بالمنتخب وبمطالب الجماهير العريضة، ولكن الجميل أن يتم ذلك في كل وقت وفي كل المجالات، وأن نسمع عن تدخل الرئيس كل مرة لحماية الإطارات والكفاءات الوطنية في مختلف المواقع وليس فقط لدعم مدرب المنتخب الوطني دون أدنى اعتبار لرفض المعني التجديد منذ مدة مع الاتحادية التي عرضت عليه الاستمرار لغاية مونيدال 2018، مفضلا الدخول في مفاوضات مع اتحادية جنوب افريقيا والاتحادية المغربية ونوادٍي أخرى روسية وتركية.
إطارات وكفاءات جزائرية كثيرة حققت نتائج رائعة في مختلف المجالات، وتألقت وأبدعت أكثر من حاليلوزيتش في مختلف العلوم والفنون وفي الثقافة والإبداع والمال والأعمال ،ولكنها لم تحظَ بنفس الدعم والتقدير من السلطات، بل حدث العكس، عانت الويلات من الإجحاف في حقها ومن التهميش والتنكر لإنجازاتها في سيناريو بدا وكأنه مقصود لمحاربة النجاح وإغراق الجزائر في الردءاة والتخلف، كم من مسؤول ووزير ومدير وإطار من إطارات الدولة أبدعوا وتألقوا ونجحوا في مهامهم ولكننا حاربناهم ولم نسمع بأن الرئيس تدخل لإنصافهم وحمايتهم وتشجيعهم في وقت يدعي الفاضلون من الساسة ورجال المال
والانتهازيين كل يوم بأنهم يحظون بدعم الرئيس في مفارقة عجيبة لا تحدث سوى عندنا!!


أما عن تسريب الخبر لوسائل الإعلام العمومية والخاصة التي تناقلته بشكل واسع فإنه يسيء للجزائر ويعطي الانطباع بأن الساسة يتدخلون في اختيار مدرب المنتخب الوطني، ويسيء إلى الرئيس في حد ذاته خاصة بعد أن رفض حاليلوزيتش الاستمرار بحجة تلقيه عروضا تساوي أربع أضعاف ما يتقاضاه مع المنتخب الجزائري، وبحجة تحامل بعض وسائل الإعلام ضده على مدى ثلاث سنوات !!
لقد كان بإمكان محيط الرئيس أن يضعه في الصورة ولا يورطه، ويخبره بأن عقد حاليلوزيتش انتهى وأنه قرر الرحيل منذ مدة وذلك حقه، كما هو من حق وواجب الاتحادية البحث عن بديل في أقرب وقت للاستمرار في بناء المنتخب الذي نحلم به، وكان بالإمكان تجنب تسريب هذا المطلب للرأي العام وحفظ ماء الوجه خاصة أن البوسني غير ملزم بالاستجابة لمطلب الرئيس باعتباره شخصا أجنبيا
لذلك راح يوافق على تدريب الفريق التركي رغم استعداد محيط الرئيس لتلبية كل مطالبه المادية “حتى لا تسقط كلمة الرئيس أمام الرأي العام” !!!
هذه الممارسات والهفوات جاءت لتأكد بأننا ما مازلنا هواة في الممارسة السياسية والإعلامية ولا نحفظ الدروس، ولازلنا نعتقد بأننا نفهم في كل شيء، وبأن الجماهير الجزائرية مغفلة ويمكننا أن نواصل الكذب عليها وهي التي تبدو أكثر حنكة وحكمة منا وأكثر صبرا علينا وعلى إخفاقاتنا المتكررة في التعاطي مع الأحداث والمستجدات.
حفيظ دراجي

نشر في موقع كل شيئ عن الجزائر بتاريخ 7 جويلية 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل