hafid derradji

بأمر من فخامة الرئيس !!

Tsa du 28-7-20144

Sur ordre de son exellence !!

بأمر من فخامة الرئيس !!

“بأمر من فخامة الرئيس تم تشكيل خلية أزمة” و “بأمر من الرئيس يتوجه وزير النقل إلى مالي مبعوثا لفخامته” و “فخامة الرئيس يسهر شخصيا على متابعة الملف “!! هي جمل كئيبة عادت إلى ألسنة وزرائنا ومدراءنا بمناسبة تحطم الطائرة المستأجرة من شركة الخطوط الجوية الجزائرية فوق سماء مالي، وهي جمل لم تكن تخلو منها تصريحات وزراءنا منذ أكثر من عقد من الزمن في سيناريو فريد من نوعه لا يحدث سوى عندنا وكأن الرئيس فعلا يتحدث إلى وزراءه ويوجههم ويأمرهم، أو كأن لا أحد من المسؤولين في هذا الوطن يتحرك للقيام بمهامه دون أوامر وتوجيهات من الرئيس !!

كل الوزراء والمدراء والمسؤولين الكبار في عهد الرئيس بوتفليقة يتسابقون لإطلاق الجملة السحرية ويتفننون بها في الإطراء على فخامته بمناسبة ودون مناسبة، ومن يخرج عن القاعدة يأتيه التنبيه والتوبيخ من محيط الرئيس وقد يصبح من المغضوب عليهم أو يقال من منصبه، ولا يمكن لأي تصريح لا يتضمن الجملة السحرية التي تذكر صاحب الفخامة أن يبث على شاشة التلفزيون الرسمي حتى أصبح الأمر مملا وتافها لنا، وثقافة سياسية لدى كل المسؤولين ..

لا أعتقد بأن الرئيس بحاجة إلى هذا النوع من “الشيتة ” ولا أعتقد بأنه يطلب شخصيا من وزرائه أن يذكروه في كل خرجاتهم ، ولا أعتقد حتى بأن الرئيس يتواصل مع وزرائه ومدرائه وسفرائه إلا نادرا، ولا أحد يجرؤ على التواصل معه مهما كانت الظروف لأنه كان دائما يعتبر نفسه فوق الجميع وصاحب الفضل على كل المسؤولين وعلى كل الجزائريين، ولا يمكنه أن يتواصل مع أي كان أو يناقشه أو يستمع اليه !!

“فخامته” لا يتواصل سوى مع شخصين أو ثلاثة من المسؤولين على أقصى تقدير وهو الذي كان دائما يقول عن وزرائه بأنهم لا يصلحون كي يكونوا مدراء مكاتب اعتقادا منه بأنهم لا يملكون الكفاءة ولا القدرة على تسيير قطاعاتهم، ولا يملكون الجرأة على التحرك دون أن يشيروا إلى أفضال الرئيس وأوامره وتوجيهاته في وقت تمكنت الكثير من الإطارات الجزائرية من تحقيق معجزات في قطاعاتها وكانت صاحبة الفضل فيما تحقق ولكنها كانت مضطرة في تصريحاتها لكي تنسب تلك الانجازات إلى “فخامة الرئيس” !!

لو كنت مكان الرئيس لقررت إقالة كل وزير أو مدير يصرح بأنه يقوم بمهامه بأمر أو تكليف من فخامة الرئيس لأن في الأمر إساءة للرئيس والوزير وللجمهورية وللشعب برمته لأنه يعطي الانطباع بأن لا أحد بإمكانه التحرك للقيام بمهامه دون إذن أو أمر من الرئيس، ويعطي الانطباع أيضا بأن كل شؤون الدولة في يد الرئيس ومحيطه الضيق، ولا أحد يعرف كيف يتصرف إذا لم يتدخل الرئيس ليعطي التوجيهات والأوامر!!

قد يقول البعض بأن الأمر عادي والظروف الصحية للرئيس هي التي تجعله يكتفي بتكليف وتوجيه وزرائه، وتفرض عليهم التصريح بذلك في كل مناسبة، ولكن الأمر ليس جديدا بل يحدث من زمن حتى عندما كان الرئيس في أوج لياقته مما جعل الأمر تقليدا وثقافة نتمنى أن يتخلص منها الرئيس المقبل لأنها لا تليق بجزائر القرن الواحد والعشرين وتسيء إلى الجمهورية ومؤسساتها واطاراتها ..

حفيظ دراجي

نشر في موقع كل شيئ عن الجزائر بتاريخ 28 جويلية 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل