hafid derradji

ارحل يا حاليلوزيش !!

 

قد يبدو العنوان غريبا وصادما لكل متتبع يسمع ويقرأ دعوتي للمدرب الذي قاد المنتخب الجزائري إلى الدور الثاني من المونديال إلى الرحيل دون أن ينظر خلفه في زمن لم نعد نفرق فيه بين الفاشل والناجح، زمن يتواطأ فيه أعداء النجاح من أجل تكسير كل شيء جميل في هذا الوطن عوض الاستثمار في النجاحات والاستفادة منها، وتقدير الجهد المبذول من طرف الجميع على مدى ثلاث سنوات من أجل تكوين منتخب يشرف ويعد بمستقبل كبير.

صحيح أن الفضل لا يعود للرجل لوحده ولم يكن بإمكانه أن يفعل شيئا دون توفر كل الشروط والعوامل الأخرى المحيطة بلعبة كرة القدم ولكنني أدعوه إلى الرحيل حتى لا يحقق إنجازات أخرى يكشف بها عن عيوبنا وضعفنا وعدم قدرتنا على الخروج من الرداءة التي تتخبط فيها الكرة الجزائرية بسبب ضعف مؤطريها ومدربيها وبعض إعلامييها ، وبسبب ثقافة الحقد وتصفية الحسابات السائدة في الوسط الكروي..

أدعوك إلى الرحيل لأنك نجحت في تحقيق حلم راودنا منذ الاستقلال وهو التأهل إلى الدور الثمن النهائي في نهائيات كأس العالم وبناء مشروع منتخب محترم يبدع ويمتع ويلعب بروح عالية لا مثيل لها وهو الأمر الذي يزعج فلاسفة الكرة والمنظرين الذين لم يقدروا على منح المنتخب لاعبين دوليين، ولم يجدوا نوادي يدربونها، ولم يقروا بأن الرجل صنع الفارق رغم جنونه ورغم كل سلبياته ..

ارحل يا حاليلوزيش لأن قوى الشر وأعداء النجاح لم يتخلصوا من أنانيتهم ولا يريدون للجزائر أن تفرح وأن يسجل المنتخب نتائج تاريخية معك، ويريدوننا أن نعيش على الوهم وعلى الماضي التعيس الذي لم نتخلص منه ونعتقد بأن لا أحد بإمكانه تحقيق أفضل منه !!

ارحل لأنك لم تفشل ولم تيأس ولم تتأثر بكل الحملات التي تعرضت لها على مدى ثلاث سنوات، وارحل لأنك لم تلقى الاحترام من بعض زملائك المدربين الذين لم يلتزموا معك بأخلاقيات المهنة ولم يجرؤ أحد فيهم على دعمك في الظروف الصعبة، ولا أحد منهم لحد الان ذكرك بخير وأقر بأنك ساهمت في الانجاز الذي تحقق.

ارحل يا حاليلوزيش لأننا لا نقدر جهد الرجال ووفاءهم واخلاصهم ونعتقد بأن الوطنية والكفاءة تقاسان بالكلام الفارغ واللعب على وتر العواطف ومشاعر الجماهير لا بالعمل اليومي الجاد.

صحيح أن الرجل فريد من نوعه في طباعه وتعامله مع من حوله ولكن لا أحد بإمكانه أن يقول بأنه فاشل ولم يترك بصمته على المنتخب الجزائري أو ليس له أي فضل في الأداء والنتائج التاريخية التي تحققت في مونديال البرازيل، ومع ذلك ندعوك إلى الرحيل رغم تقدير واحترام الجماهير الجزائرية لك وهي التي لم يسبق لها وان احترمت وأحبت مدربا مثلك ولن تنسى الفرحة التي منحتها لهم عشية السادس والعشرين جوان عندما قدت منتخب بلادها إلى الدور الثاني في نهائيات كأس العالم بجدارة واستحقاق وبشهادة الغريب قبل القريب.

نحن أمة تبخس الناس حقها ويحب النائمون فيها أكل الثمار التي قطفها المستيقظون باكرا ويتسلى فيها من لا يملكون سوى الثرثرة بالتلاعب بجهود وعرق المكافحين.
ارحل حليلوزيتش …. هذا البلد لم يعد يطيق الناجحين.. ارحل لأنك رمز نجاح ” وحيد كاسمك” في محيط فاشل وفاسد وحاقد ومتخلف ..

حفيظ دراجي

نشر في موقع كل شيئ عن الجزائر بتاريخ 30 جوان 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل