hafid derradji

أنا متفائل يا وطني ..

 

Tsa du 14-4-2014

Je suis optimiste ma patrie !!

أنا متفائل يا وطني ..

تبعا للعمود الذي كتبته الأسبوع الماضي تحت عنوان “الجزائر بعد 17 أفريل” ، والذي توقعت فيه أن يبقى بوتفليقة رئيسا افتراضيا للجزائر التي سيحكمها بالوكالة ممن دفعوه للترشح على علمهم بمانعه الصحي .. تواصل معي أحد الأصدقاء من الجزائر يلومني على نبرة التشاؤم التي لمسها في مقالي ، ويدعوني في الوقت نفسه الى التفاؤل بالمستقبل لان التغيير ينتظر فقط تاريخ السابع عشر حسب رأيه ليحدث ، وحسب رأيه دائما فالشعب في حاجة الى تشجيع للذهاب الى صناديق الاقتراع لصناعة التغيير الذي لن يتم من منظوره دون مشاركة كل الجزائريين في اختيار الرئيس المقبل !!

جوابي لصديقي ولكل المشككين في مواقف من يختلفون معهم أنني من أكثر المتفائلين بمستقبل أفضل للجزائر مهما طال الزمن واشتد الظلم والقهر ، ولست  من دعاة الكرسي الشاغر ولا من المنادين بتخلي الشعب عن واجباته وحقوقه، ولكنني انا العبد الضعيف المحب لوطنه لست في موقع يسمح لي بدعوة الجزائريين للمشاركة أو المقاطعة أو التصويت لفلان أو علان عبر هذا المنبر الذي اتواصل فيه مع قرائي سواء داخل الجزائر أو خارجها.

أنا مجرد مواطن ليس له أي لون سياسي أو انتماء حزبي وكتاباتي صادقة لم تتلطخ يوما بالنفاق السياسي، أنا مجرد مواطن سيعبر عن صوته يوم السابع عشر أفريل استجابة لضميره الحي تجاه الجزائر ولقناعته  بأن التغيير يأتي بالمشاركة في الانتخابات وبالتعبير الحر والسلمي عن المواقف والآراء، كما أنني لا أملك لا الارادة ولا القدرة على توجيه الشعب واسكاته أو تحريضه على طرف دون الآخر ، والأكيد واقعيا أن لا أحد يملك هذه القدرة في أوساط المعارضين للعهدة الرابعة بسبب خصوصية الشعب الجزائري وظروفه التاريخية والاجتماعية والثقافية المتميزة التي جعلته متمرسا في كل الجوانب ..

أنا لو كنت قادرا على تحريض الشعب لحرضته و دعوته لرفع منسوبه تجاه حب الوطن والتعلق به أكثر ، لو كنت قادرا لحرضته على  الصبر والتفاؤل بغده الذي سيأتي لا محال والثقة في نفسه لأنها العوامل الرئيسية لصناعة التغيير الذي ننشده ..  تغيير ديموقراطي سلمي هادىء دون اراقة للدماء ودون حقد أو كراهية وبعيدا عن تدمير المكتسبات واقصاء لمن يختلف معنا ، تغيير لا يسيئ للرجال والمؤسسات ولا للأجيال السابقة أو الصاعدة التي نحلم بأن تكبر على الحب غير المشروط والاحترام المتبادل ..

قلت لصديقي بأن اكبر المتشائمين من الانتخابات المقبلة هم المؤيدون للعهدة الرابعة  و المنتفعون من الساسة واصحاب المال والمصالح الذين يزداد تخبطهم وارتباكهم ، هم يضعون نظارات سوداء سواد نظرتهم لمستقبل الجزائر دون مرشحهم ، أكبر المتشائمين هم المحرضون على العنف بطريقة مباشرة وغير مباشرة من خلال خطابات وممارسات تدعو الى التفرقة وتصنيف الناس بين مؤيد للرابعة ومعارض لها ،  هم أولئك الذين يريدون رئيسا لهم ولسلطتهم وليس لكل الجزائريين ، هم اولئك الذين يعتقدون بان الجزائر دون بوتفليقة ستنهار ودونه لا يوجد رجال بإمكانهم قيادة الأمة واكمال المشوار !!

المحرضون هم أولئك الذين صنفوا حركة بركات وكل من عارضهم ضمن خانة العملاء لأطراف خارجية وراحوا يتهكمون على أبنائنا في ورقلة وغرداية وبجاية وباتنة ، ويوزعون شهادات الوطنية على من يريدون وينزعونها عن من يخالفهم رأيا ويناضل من أجل جزائر جديدة ..

المحرضون هم أولئك الذين قالوا عن شبان بجاية الذين اعتدوا على الأشخاص والممتلكات بأنهم ليسوا من سكان المدينة ، وكادوا أن ينزعوا عنهم صفة الجزائرية  فكان تبريرهم أقبح من جرمهم  في محاولة منهم للتشكيك في وطنيتهم  والتقليل من شان جبهة الرفض المتزايدة في اوساط الجزائريين كلما ازداد كذبهم وافترائهم  ..

المحرضون هم أولئك الذين اتهموا المجاهد والرجل المخلص ليامين زروال بانه ديناصور لا يريد الخير للوطن لمجرد أنه عبر عن رأيه وتخوفه على مستقبل الجزائر كغيره من الغيورين على الوطن الأم وليس على الوطن الزوجة ، المحرضون اتهموا قبله أيت أحمد و مولود حمروش وشككوا في صدق نية كل من أبدى رأيا مخالفا لرابعتهم ، المحرضون هم أولئك الذين يكرسون الجهوية في خطاباتهم وممارساتهم بالتحريض ضد ابناء الجنوب تارة وضد سكان منطقة القبائل أو الشاوية تارة أخرى ..

المتشائمون والمحرضون هم أولئك الذين يتفرجون منذ مدة على غرداية وهي تحترق دون أن يتحملوا مسؤولياتهم لإطفاء نار الفتنة في محاولة لاستغلال الأحداث وتخويف الشعب بنظرة ميكيافيلية فغايتهم تبرر وسيلتهم بأن ما يحدث في غرداية قد يعم كل مناطق الوطن اذا لم يجدد الشعب ثقته في بوتفليقة وجماعته .. السلطة تملك الحلول للفتنة في غرداية ولكنها تستغل القضية كورقة ضغط تفتح بها يدها عند الضرورة.

المحرضون هم أولئك الذين لا يتصورون الجزائر بدونهم ولا يتقبلون العيش خارج السلطة ، ولا يفرقون بين السلطة والوطن ويعتقدون أنهم أوصياء على الشعب ووطنيون أكثر من غيرهم فيدفعون الشعب الى الانتحار أو الانفجار أو الموت في عرض البحار ..

أقول لك أيضا يا صديقي بأن اختلاف الجزائريين مع  المؤيدين للعهدة الرابعة لا يعني بأنهم في خصام مع الدولة أو النظام القائم ولا حتى مع بوتفليقة  في حد ذاته لأننا نعتز كلنا بانتمائنا للوطن لكننا نخجل من ممارسات بطانة و حاشية الرئيس، ونختلف معهم في تفكيرهم وممارساتهم ومنظومتهم التي تختزل الجزائر وتاريخها ومستقبلها واستقرارها في ظل رجل واحد يختفون وراءه ويرشحونه رئيسا افتراضيا ليستمروا في حكم الجزائر من اجل تغطية سواد ممارساتهم بغربال الرابعة . أنا متفائل يا صديقي لأن حب الوطن من الإيمان وإيماني بوطني يدفعني إلى التجديف نحوه حتى في اليابسة .. أما الذين يقتلوننا كل يوم لكي يعيشوا نقول لهم بأننا  لسنا آسفون سوى على شيء واحد هو أننا لا نملك إلا حياة واحدة نضحى بها فى سبيل الوطن!

حفيظ دراجي

نشر في موقع كل شيئ عن الجزائر بتاريخ 14 أفريل 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل