hafid derradji

مستواكم رديء ومتخلف !!

 

 

المتتبع للنقاش الدائر اليوم في بعض الأوساط السياسية والاعلامية حول الرئاسيات المقبلة وترشح الرئيس من عدمه، والمتتبع للخطاب المتخلف لدعاة العهدة الرابعة لرئيس لم نسمعه ينطق أربع كلمات ولم نره يمشي أربع خطوات ويقف أربع لحظات منذ ما يقارب السنتين يدرك حجم المأساة الفكرية والأخلاقية التي يتخبط فيها أولئك الذين يحاولون اقناعنا بأن ” رجلا أخرسا قال لرجل أطرش أن رجلا أعمى شاهد رجلا معوقا يجري خلف رجل مشلول ليمنعه من شد رجل أصلع من شعره” !!!

كل السيناريو كذب في كذب لا يستند إلى أي منطق ولا يصدقه حتى أصحابه الذين يواصلون الإساءة إلى الرئيس وشعبه ، ويستهينون بذكاء الجزائريين و وعيهم بأن دعاة ما يسمى بالاستمرارية والاستقرار هم دعاة القطيعة مع الشعب والتخلف عن ركب الدول المتحضرة التي راحت تناقش الأفكار والمشاريع بين فعاليات المجتمع داخل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وفي وسائل الاعلام ، وتجاوزت التركيز على الأشخاص وتقديسهم وعبادتهم، وتجاوزت كل أنواع الجهوية والمحسوبية و تصفية الحسابات التي نعيشها بين دعاة العهدة الرابعة لرئيس “طاب جنانو” وبين من يريدون التربع على عرش الجزائر من أجل تصفية حساباتهم مع بوتفليقة وجماعته، والاستحواذ على ما تبقى من خيرات في هذا الوطن  !!

يحدث هذا الحراك المتخلف في وقت لا تزال فيه غرداية تشتعل تحت نار هادئة ، ولا يزال سكان الجنوب ينتظرون الوفاء بوعود الحكومة  لتسوية مشاكلهم العالقة ، وفي وقت يواصل فيه عمال قطاع التربية إضرابهم المفتوح ، وتبقى فيه طرقاتنا ومستشفياتنا تقتل أبنائنا كل يوم ، وملفات الفساد والرشوة المتعلقة بسوناطراك والطريق السيار مغلقة بإحكام ، وفي وقت تعيش الجارة تونس عرسا ديموقراطيا بتوصل أبنائها إلى التوافق حول دستور تاريخي بعدما كنا السباقين نحو الديموقراطية والتعددية ، والسباقين إلى تحديد عدد العهدات الرئاسية التي تراجعنا عنها بسبب تراجعنا عن مكتسبات كبيرة حققناها في أصعب الظروف بفضل تضحيات الرجال ، وضاعت بفعل أنصاف الرجال من الذين يتفننون اليوم في التطبيل والتهويل وتخويف الشعب من التغيير ، واختزال الوطن في شخص رجل واحد لم يعد قادرا على قيادة أمة من حجم الجزائر ومع ذلك يدفعون به إلى “هردة رابعة” !!

صحيح أن مستوى النقاش الفكري والسياسي لبعض دعاة التغيير فيه بعض من الحقد وتصفية الحسابات ، لكن نفاق دعاة العهدة الرابعة وتخلفهم سيؤدي لا محالة إلى عزوف الجزائريين عن التصويت في الرئاسيات المقبلة، ويؤدي بالرئيس بوتفليقة إلى خسارة الكثير من الأصوات وقد يخسر ثقة شعبه بسبب المحيطين به ونوعية الخطاب الذي نسمعه اليوم من أبواق تفتقد للمصداقية والشرعية ، وتدعي وفاءها للرجل و للوطن ، ولكنها وفية لمصالحها فقط، وعندما يرحل بوتفليقة لن تترحم عليه هذه الجماعة ولن تذكره بخير بل ستتبرأ منه و تسيء إليه وتصفه بكل النعوت الخبيثة لتلتف حول الرئيس الجديد دون خجل أو حياء ودون رأفة ورحمة بهذا الشعب الذي يستحق أن يحكمه من يخاف عليه ويحترمه ، ويستحق حياة كريمة بعد كل المعاناة التي عاشها على مدى خمسين عاما من الاستقلال ليجد نفسه محاصرا بكل هذه الرداءة .

حفيظ دراجي

نشر في جريدة الشروق بتاريخ 2-2-2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل