hafid derradji

لا يعجبنا العجب !!

 

بوتفليقة رئيس فاشل ، وسلال وزير أول لا يتقن فن الخطابة، وحاليلوزيش مدرب جبان بدون طموح، والطبيب الجزائري والمهندس والأستاذ والطيار والصحافي والشرطي والموظف العادي كلهم فاشلون وليسوا في المستوى، والجزائر بلد متخلف، كل شيء فيه رديء وسيء في اعتقاد بعض الذين يكررون نفس الانطباع كل مرة وفي كل مناسبة ليبقوا في مواقعهم حتى  تفشت بين الناس ثقافة فكرية وأخلاقية واجتماعية محبطة تقلل من شأن كل انجاز وتنقص من قيمة كل جزائري متألق، وصار العجب في حد ذاته لا يعجب فلاسفة هذا الوطن والمنظرين الذين ينتقدون ويعارضون كل شيء يتحرك دون أن يقدروا على تقديم البديل ودون أن يثبتوا جدارتهم و يبرهنوا عن قدراتهم بدورهم في مجال اختصاصهم !! ..

صحيح أن الرئيس طاب جنانو مثلما أعلن بنفسه ، وبعض الوزراء تجاوزهم الزمن وانتهت صلاحياتهم والكثير من المدراء لم يعد بإمكانهم التجاوب مع المستجدات ، وهناك الكثير من التقصير والفشل في الادارات والبلديات والمستشفيات والمدارس والمساجد ومختلف المؤسسات، لكن ذلك يبقى نسبيا، وربما ظرفيا مرتبطا ببعض القطاعات في زماننا هذا، والجزائر ليست كلها رديئة وسيئة، والجزائريون ليسوا كلهم فاشلين، بل الثقافة الفكرية السائدة في مختلف الاوساط هي المأساة الحقيقية في مجتمعنا بفعل ذهنيات وممارسات تستصغر وتحتقر كل مجتهد ، وبسبب الحقد السائد والغيرة والحسد المتفشي في كل الأوساط، وتحالف قوى الشر على كل شيء جميل في وطن نخاف أن يصبح فيه الخير شرا، والكره حبا ، ويتحول فيه الناجح إلى فاشل والمفسد مصلحا!!

صحيح أيضا أن الكثير من الفاعلين يمارسون كل أنواع التهويل والتطبيل والنفاق ويتصرفون دون قناعة ، والكثير من الفاعلين حاربوا الناجحين والنماذج الحسنة وشجعوا الرداءة وعملوا على حماية وترقية الفاشلين والمفسدين لكن مع ذلك فقد برز وتألق في الجزائر الكثير من أبناء الوطن الذين لم يستسلموا ولم ييأسوا رغم إنهم لم يجدوا السند والتشجيع اللازمين وتمكنوا من الحفاظ على توازن المجتمع واستمرارية الدولة، وحافظوا على معنويات الناس والمكتسبات الكثيرة التي تحققت  ..

مشكلتنا ليست  في سوء تسييرنا وعجزنا وفشلنا بقدر ما هي في تفكيرنا المتخلف وأخلاقنا الفاسدة لأن الحياة فيها الخير والشر والفشل والنجاح والحقد والحب ، أما أن تسيطر ثقافة اليأس والفكر المتخلف  وسوء التقدير وقلة الاحترام للجهد فهي مأساتنا الكبرى التي لا ينفع فيها تغيير الرئيس والوزير والمسؤول أينما كان ، ولا ينفع فيها السكوت عن الأزمة الأخلاقية التي تتعمق وتترسخ في مجتمع يعتقد كل فرد فيه أنه على صواب ويملك الحقيقة متى امتلك السلطة أو المال ، وتحكم في بعض وسائل الاعلام التي تحالفت بدورها مع الرداءة وسلطة المال وراحت تتقلب بين المفاهيم والمعايير  وتغذي ثقافة الحقد بين الناس لدوافع سياسية ومادية بعيدا عن الأخلاق والمبادئ وصفاء القلوب والعقول  !!

التراجع الاقتصادي والتوتر الاجتماعي والتخلف السياسي مقدور عليهم ، ويمكن تجاوزهم لكن التخلف الفكري وتراجع المبادئ والقيم واحتقار بعضنا البعض هي المأساة الكبرى لمجتمع يملك كل مقومات الانتقال إلى مرحلة أخرى ومستوى آخر من الفكر والتفكير والممارسات ..

حفيظ دراجي

نشر في موقع كل شيئ عن الجزائر بتاريخ 13-1-2014

derradjih@gmail.com

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل