hafid derradji

بوتفليقة ستبقى في المرادية.. وماذا بعد ؟ ؟

 

بوتفليقة ستبقى في المرادية.. وماذا بعد ؟ ؟

كل الكلمات والمصطلحات والتعابير التي تتضمنها قواميس لغات العالم لا تكفي للتعبير عن حالات الأسف والحزن واليأس وما ينتج عنها من تخلف وتراجع و تذمر ستشهدها الجزائر ويعيشها الجزائريون لو بقي بوتفليقة رئيسا للجزائر في أفريل 2014، لأن الرجل لم يعد قادرا بسبب حالته الصحية، والجزائر لا يمكنها أن تتحمل سنوات أخرى من عجزه وصمته وسنوات أخرى من التراجع والتخلف والنهب والفساد من طرف الذين يدفعونه للترشح للعهدة الرابعة دون أدنى اعتبار لإرادة الشعب وحاجته إلى التجديد والتغيير وإلى رئيس بأتم معنى الكلمة يقرر ويحكم باسم الشعب ولا يسلط علينا من لا يخاف الله ولا يحترمنا ..

نعلم بأن بوتفليقة لن يترك منصبه مادام حيا يرزق وهو يريد أن يموت رئيسا حتى ولو حلّ بعده الطوفان ،   و نعلم بأن المحيطين به يريدون البقاء في السلطة لنهب ما تبقى من خيرات في هذا الوطن وتحطيم ما بقي من مؤسسات ورجال في عملية تبدو مدبرة ومقصودة لتركيع البلد، ونعلم أيضا بأنه إذا بقي بوتفليقة رئيسا فسيستمر مسلسل الانتقام من كل الذين لم يؤيدوه  ووقفوا إلى جانب مرشحين آخرين مثلما حدث سنة 2004 مع كل الذين ساندوا بن فليس ، وسيدفع ذلك بالكثير من الأطراف إلى الرد بالمثل واستغلال آلام الناس ومشاكلهم لإثارة الفتن والتحريض على الاحتجاج وإدخال الجزائر في دوامة نحن في غنى عنها ..

إذا بقي بوتفليقة رئيسا وهو على عتبة الثمانين عاما فهذا يعني أنه لم يفِ بوعده والشعب هو الذي طاب جنانو ولا يستحق الحياة الكريمة مادام لا يريد التغيير ولا يقدر على تقرير مصيره ، وعندها سيستمر الرئيس في احتقار شعبه دون مخاطبته والاستجابة لحاجياته في التغيير ، وستبقى الوجوه المستفزة في مواقعها تستفز الشعب بممارساتها وترهن مستقبل أجيال قتلها اليأس من شدة التضييق والحرمان وهيمنة جيل لا يؤمن بالتداول على السلطة ولا بالديموقراطية والحرية  ..

إذا بقي بوتفليقة رئيسا فلا شيء سيتغير في الجزائر من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، وسيزداد الغني غنًى والفقير فقرا ، ويستمر الفساد ونهب الثروات وتحطيم الكفاءات وتشجيع الرداءة ، ويزداد الحقد والاقصاء والاهانة لمؤسسات الدولة ورجالها، و نضيّع على الجزائر وأبنائها فرصة التغيير السلمي والهادئ والانتقال إلى مرحلة أخرى يكون فيها الرئيس خادما لدى شعبه وليس سيدا عليه، وتكون فيها الجزائر أكبر من كل من يعتقد بأن له الفضل على الشعب والوطن !!

إذا بقي بوتفليقة رئيسا فسيضحك العالم علينا ولن يفهم المتتبعون للشأن الجزائري تمسكنا برجل مريض فاق سن الثمانين في بلد لا تتعدى أعمار ثمانين بالمائة من سكانه الثلاثين عاما ، وسيضحكون علينا لأننا نعيش خارج الزمن وخارج التاريخ وننتخب رئيسا لم يقدر على الاعلان عن نيته في الترشح، ولا يقدر على تنشيط حملته الانتخابية والوقوف والكلام واستقبال ضيوفه وتمثيل الجزائر في المحافل الدولية ، رئيس تنازل عن مهامه وصلاحياته إلى مقربيه الذين يعيثون فسادا في الأرض بتواطؤ من المنتفعين والانتهازيين وكأن الأمر يتعلق بمملكة يتحكم فيها الأسياد في العبيد ..

أما الذين يتحججون بالاستقرار والاستمرارية بدعمهم للعهدة الرابعة فانهم لا يدركون بأنهم يهددون استقرار البلد بترشيحهم لبوتفليقة وسيدخلون الجزائر في دوامة لا يدركون مخاطرها نضيع فيها فرصة اختيار رجل دولة ونكرس اثرها نظرية رجل السلطة الذي يختصر الدولة والأمة في شخصه ، ونضيع فرصة دخول التاريخ بإحداث التغيير المنشود دون دموع ودماء وآلام وأحزان، ودون تدخل أجنبي يتربص بالجزائر  ..

حفيظ دراجي

نشر في الجزائر بتاريخ 27-1-2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل