hafid derradji

أربعة أشخاص للعهدة الرابعة!!

 

قليلون في الجزائر من يعرفون ما يحدث عندنا ومن بإمكانهم التكهن بالسيناريو المرتقب عشية الانتخابات الرئاسية المقبلة خاصة بعد التنقل المفاجئ للرئيس إلى مستشفى فال دو غراس وعودته قبيل موعد استدعاء الهيئة الناخبة بأيام مما فسح المجال مجددا للكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول الأسباب والتداعيات ، وراح البعض يتساءل هل سيترشح الرئيس أم لا ؟ وهل هو قادر على خوض الحملة الانتخابية ومخاطبة الشعب ؟ وهل سيترشح بلخادم و أويحي وسلال إضافة إلى بن فليس وبن بيتور وجيلالي سفيان ولويزة حنون ؟ أم أن أمرا ما غير متوقع سيحدث كما جرت العادة عبر التاريخ في مثل هذه الاستحقاقات التي لا تخضع لأية معايير أو مقاييس في الجزائر !!

لا أحد يعرف إلى غاية اليوم نوايا الرئيس إلا أربعة أشخاص وربما بعض المنتفعين والمحيطين به الذين يدفعونه إلى الترشح لعهدة رابعة حفاظا على مواقعهم ومكاسبهم ، ولا أحد يعرف كيف سيكون المشهد السياسي بعد أيام و كأنه لغز وسر لا يعنينا ولا يهمنا ولا يجب أن يعرفه الشعب ، ولكن الأكيد أن السحر سينقلب على الساحر لا محالة وإذا ترشح بوتفليقة لن يلقى نفس الدعم الذي حظي به في عهداته الثلاث ليس كرها فيه أو لأنه لا يستحق ثقة الشعب ولكن رأفة به وعقابا وانتقاما من أولئك المنتفعين الذين يدفعون بالرئيس إلى الترشح مجددا في ظروف لا إنسانية مسيئة للرجل ولصورة الجزائر وشعبها، وإدراكا من الناخبين بأن الرئيس لم يعد قادرا على الاستمرار والقيام بمهامه الدستورية كاملة ولا يمكن التصويت عليه بالوكالة ليبقى الانتهازيون في مواقعهم يديرون البلد باسمه ويتصرفون فيه وكأنه ملكية خاصة ..

هؤلاء المنتفعين سيعملون كل ما في وسعهم لركوب حصان آخر يحميهم إذا لم يقدر الرئيس على الترشح، وحينذاك سيكون مجال المناورة ضيقا لديهم كونهم لا يملكون كل السلطات والصلاحيات لاختيار البديل . أما في الجهة الأخرى من المشهد المتعلق بالمترشحين المحتملين فلا أحد أيضا بإمكانه أن يتوقع ما سيحدث وهل بإمكان بن فليس أن يقلب الطاولة ، وهل سيترشح بلخادم و أويحي وسلال أو بن صالح ؟ ولكن الأكيد أن كل شيء يبقى معلقا بمدى ترشح الرئيس من عدمه، وعامل المفاجأة يبقى واردا في ظل صمت الرئيس وغياب الرؤية الواضحة وضعف الطبقة السياسية والحركة الجمعوية ، وتخوف شخصيات وفئات عديدة في المجتمع من التغيير حفاظا على مكاسب يعتقدون بأنها ستزول مع رحيل الرئيس والوزير والمدير!!

في حالة ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة قد ينسحب من السباق كل المترشحين المحتملين لأن اللعبة ستكون مغلقة وآلة الادارة ستفعل فعلتها والرئيس سيبقى رئيسا مدى الحياة، وعندها ستصاب مصداقية الرئاسيات وسمعة الجزائر في الصميم ،  ويستمر الانسداد السياسي ويزداد الحراك الاجتماعي والتراجع الاقتصادي والنهب لثروات الوطن، وتبقى الجزائر كما هي عليه اليوم قائمة على الولاءات والجهوية والاقصاء وليس على الكفاءات وسلطة القوانين والمؤسسات ..

في كل الحالات سواء ترشح الرئيس أو تعذر عليه ذلك ، فإن ما يحدث عندنا يعتبر مهزلة بكل المقاييس لم تحدث في التاريخ ولن تحدث في أي بلد آخر بنفس الخبث والخوف والنفاق، وكل أشكال الاحتيال على إرادة الشعب الذي يبقى تائها ضائعا ينتظر وظيفة وسكنا ومزيد من التنازلات لإسكاته، وتبقى الجزائر رهينة جماعة تختزل الوطن في شخص واحد رغم أن الوطن أولى بأن نقدسه ونحترمه أكثر من أي شخص مهما كان ..

حفيظ دراجي

نشر في موقع كل شيئ عن الجزائر بتاريخ 20-01-2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل