hafid derradji

عذرا يا وطني.. حاولنا.. تعبنا.. ففشلنا..

 

استشهد من أجلك الرجال والنساء والأطفال ياوطني.. أما نحن فأصبحنا نخشى الموت و نعشق الذل ونختفي وراء حجة الفتنة لنبرر عبوديتنا..

عذرا يا وطني.. نحن الجبناء سلبنا إراداتنا بأنفسنا ومنحنا مصيرنا لمن لا يخاف الله فينا..

كم نحن مساكين يا وطني حين عجزنا أن ندافع عنك ونحافظ عليك، ولا سبيل بعد عجزنا إلا أن نشفق على مستقبل أبنائك، ونعتذر لتاريخك كله ولكل قطرة دم شهيد، لم نُقدّر قيمتك، وفشلت كل محاولاتنا في الذود عنك أمام جماعة مغامرة لا تعرف معنى أن تضيع منا أيها الوطن.

عذرا يا جزائر الشهداء والأبناء الصبورين، فلقد تعبنا من محاولاتنا الفاشلة،، بينما لم يتعبوا من الكذب والتحايل والفساد، ولن يتطهروا من حقدهم عليك يا وطني، وصار واقعا أنهم لن يرحلوا عنك حتى لو أفلست وهجرك كل أبنائك يبحثون عن غيرك وطنا لأجسادهم.

عذرا أيها الوطن المتعب مثلنا.. فلقد قلنا وكتبنا كل شيء، وكررنا بدل المرة ألف أنك أمانة يجب أن نحافظ عليها.. ولكن نحن في زمن غير زمن الرجال الذين وهبوك دمهم. زمن كثر فيه الجبناء.. وتيقنت بأنهم لن يترددوا في قتلنا جميعا بكل طرق القتل المباحة وغير المباحة، من أجل أن يعيشوا ويعيثوا فسادا في أرضك..

عذرا يا وطني.. لم يعد في اليد حيلة، وأصبح الاعتذار آخر مرفأ لنا.. ورغم كل هذا العجز، إلا أننا نؤمن أن الله الذي حفظك وحررك وأعلى راية الإسلام فيك.. لن يتخلى عنك ولن يسمح بأن يضيع وطن سقي كل شبر به بدماء أغلى أبنائك.

عذرا شهداءنا، عذرا نساءنا، عذرا أطفالنا.. لقد تعبنا وعجزنا وفشلنا في نهاية المطاف..

عذرا يا وطني..

حفيظ دراجي

نشر في 23 أكتوبر 2017

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل