في كلمته اليوم وكعادته اختزل سعيداني الجزائر في شخص رجل واحد بفضله نتنفس ونعيش وباقي الشعب هو مجرد “ضمير متصل”، وتحدث سعيداني عن جزائر لا نعرف أين تقع! وراح يتحدى الرجال ويتحدى الشعب ويهدد كل من يختلف معه. كلمة سعيداني اليوم فيها كثير من الحقد والاحتقار والكراهية وإثارة للفتنة، وكثير من المغالطات خاصة عندما تحدث عن فرنسا وحزب فرنسا ونسي بأنه يقيم في فرنسا أكثر من إقامته في الجزائر بوثائق إقامة فرنسية، وينكملك عقارات في فرنسا ويدفع الضرائب لفرنسا، ونسي بأنه بقي امينا عاما على رأس الافلان بفضل اتفاقيات “فال دو غراس”.
سعيداني تحدث عن التواطؤ ولم يذكر لنا من تواطأ مع من! ولم يذكر لنا كيف تواطأ المتواطئون ضد الشعب وضد مؤسسات الجمهورية. سعيداني تحدث مجددا عن الجدار الوطني لكنه لم يقول لنا بأنه تشكل لحماية الفاشلين والسارقين، ولم يتحدث لنا عن التراجع الفكري والعلمي والثقاقي والأخلاقي الذي يتخبط فيه المجتمع، ولم يتحدث عن الفساد والنهب الذي تعرض له الوطن منذ بداية الألفية.
سعيداني قصف كل شيء في الجزائر وخارج الجزائر؛ وراح يعطي الانطباع بأنه في موقع قوي ونسي بأن الشعب يعرف كل شيء ويدرك بأن الجزائر تسير نحو الهاوية إذا استمر الحال على ما هو عليه. أما عن يقينه بأن جبهة التحربر ستفوز في الانتخابات القادمة؛ فإننا نعلم بأنها ستفوز ونعلم كيف ستفوز. سعيداني تحدث عن التشبيب لكنه نسي بأن من يحكموننا تعدّوا سن السبعين. الرجل لم ينسَ رمي الورود على الصحافة الجزائرية؛ لكنه لم يذكر المضايقات التي تتعرض لها هذه الصحافة من محيطه ومحيط الرئيس.
أما المصفقون والمطبلون والمستهزؤون الذين نشاهدهم ونسمعهم كل يوم؛ فيذكروني بأيام الحزب الواحد والرأي الواحد، ويذكرونني بتلك الأيام التي كانوا يصفقون فيها على بن فليس وبلخادم وووو.
كل هذه القنابل التي أطلقها سعيداني تحت راية الدولة المدنية أراد من خلالها تهذيب الحياة السياسية كما قال في ختام كلمته التي لن تزيد الأوضاع سوى تعقيدا وتشكيكا وتزيد من حجم التشاؤم بمستقبل الجزائر بغعل المغامرين.
نشر في 5 أكتوبر 2016