في هذا الليلة العظيمة الذي تصادف ذكرى اندلاع ثورة التحرير، وفي ظل الأوضاع الحرجة التي تعيشها الجزائر، أتوجه برسالتي اليوم الى كل شهداء الثورة وكل المجاهدين، وإلى شهداء انتفاضة أكتوبر، والربيع الامازيغي، وشهداء العشرية السوداء، وكل ضحايا منظومة الفساد والحقرة لأشكو لهم حالنا اليوم وما فعله بنا من أوكلت لهم مسؤولية قيادة الأمة، وأمانة تسيير شؤون الوطن الذي ضحيتم من أجله !!
– لقد بلغ بنا الأمر درجة لا مثيل لها من الرداءة والتخلف والتفكك والانحلال رغم مرور أكثر من نصف قرن على استقلالنا!
– لقد تراجعت القيم والأخلاق والمبادئ التي استشهدتم من أجلها، وطغت المادة والجهوية على معاملاتنا!
– لقد بلغ الاحتقان بيننا إلى درجة لا يمكن تصورها وتفشى فينا الفساد والحقد والكراهية والإقصاء!
– لقد أهين كثير من الرجال والنساء في زمن قيل عنه إنه زمن “العزة والكرامة” لكنه صار زمن “الشيتة والمهانة”!
– لقد وقعت جبهة التحرير التي قادت حرب التحرير بين أيدي الرديئين والفاسدين وصارت حزب “الشكارة” بعدما كانت حزب النضال والكفاح!
– لقد تاه وضاع أبناء الاستقلال ولم يعد همهم سوى الحصول على التأشيرة أو الهروب على متن قوارب الموت من جزائر تحولت إلى ملكية خاصة “للجماعة”!
– لقد ساءت أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ولايزال يحكمنا من كانوا رفقائكم باسم الشرعية الثورية والتاريخية رغم تجاوزهم سن الستين والسبعين!
– لقد فقد أبناؤنا ثقتهم في حكامهم وساستهم وفقدوا الأمل في الحياة في كنف الحرية والعدالة الاجتماعية التي حاربتم وضحيتم من أجلها!
باختصار شديد.. إننا نعيش عصر الانحلال من بعدكم ، وبلغ بنا مستوى التذمر واليأس درجة لا يمكن تصورها ، ومع ذلك لم نفقد الأمل في غد أفضل، وسنصبر حتى يمل الصبر منا، أو نهلك دون وطننا وأهلنا من أجل كلمة حق..
المجد والخلود لكل الشهداء، والذل والهوان لكل من خذلهم..
نشر ليلة الفاتح نوفمبر 2016